+ A
A -
كان حديث مجالس عـدد كبير من القـطريين في الأسبوع الماضي، وأيضا عـبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ترحيبهم الشديد بقـرار موافـقة مجلس الوزراء الموقـر الذي ترأسه حضرة صاحـب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه، عـلى مشروع قانون بشأن إقامة دائمة تُمنح بضوابط لعـدد من الفـئات من بينهم الذين أدوا خدمات جليلة للدولة وذوو الكفاءات الخاصة التي تحتاج إليها الدولة، كما تمنح تلك الإقامة الدائمة لغـير القـطري إذا كان من «أبناء القطرية المتزوجة بغـير قـطري.. بل أن هـناك من المواطنين لا يرى ما يمنع منح المقيمين الذين أقاموا في قطر منذ ستينيات القرن الماضي الجنسية القطرية وليس إقامة دائمة فـقط بشكل عام والمتزوج من قـطرية بشكل خاص ولديه منها أبناء».
لا ريب في أننا جميعا نتفق في أن قـضية التجنيس قـضية جد مهمة و«حساسة» لأنها أمر سيادي، فـنجدها عـند البعـض منا تمس التركيبة السكانية وتنتقص من مفهوم «المواطـنة» الشيء الكثير.. ولدى البعـض الآخر نجـدها ضرورية ولابد منها في بلد تقل فـيه الموارد البشرية الأساسية لعـملية التنمية والتطوير، فـلم حرمان المقـيمين الذين أنجـبتهم هـذه الأرض المعـطاءة وحفظوا شوارعها ومبانيها وفـرجانها وأزقـتها عـن ظهر قـلب، وشهدوا مراحل تطورها ونموها من الحصول عـلى الجنسية القطرية؟!
أميركا «الدولة العـظمى» عـلى سبيل المثال.. من يضاهـيها اقـتصاديا بل في كل مجالات النماء والتطور.. نجد أن الغالبية من مواطنيها ليسوا أميركيين أصليين، فهي تقف عـلى أكتاف «متجنسين» خدموها وطوروها، ويدينون بالولاء لها أكثر من ولائهم لدولهم الأصلية التي ينتمون إليها، وهي بالمقابل - أميركا- وقـفت إلى جانبهم وساعـدتهم ومنحتهم الجنسية الأميركية سواء كانوا عـربا أو عجما لم تفـرق في معاملتهم ولم تعاملهم كأنهم ناقـصو الولاء لأميركا، فـنجد أن أغـلب المشهورين من عـلماء وحملة الشهادات العليا وغـيرهم أميركيون «بالتجنس».. قـد يتفق أو يختلف معـي البعض فـي أن المقـيمين «مواليد قـطر» عـلى الأقل يستحقون أكثر من إقامة دائمة.. إنهم يستحقون الجنسية القطرية.. أليس كذلك.؟
بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
09/08/2017
2703