+ A
A -
خلال انشغالي وتحركي وعملي.. تخطر ببالي بقوة صديقتي منى وأقوم بإرسال رسالة لها على الوتس أب تمهيدا للاتصال والسؤال عنها وسماع صوتها...أرسلت لها وأفاجأ بآخر وتس اب مرسل لها بعيد الفطر لم تفتحه!! إلا إنها ردت سريعا على الرسالة الأخيرة.. لتعتذر عن تأخرها بالرد وتقصيرها.. وقلقها وأن العيد هذا العام هم وزعل!
منى سعودية الأصل متزوجة قطري -وحصلت على الجنسية القطرية - وكتبت لي عن نفسيتها ومعاناتها منذ بدء الأزمة، وما تعرضت له والدتها في السعودية من ظروف صحية صعبة استدعت دخولها المستشفى، وصعوبة الوصول اليها، والتداعيات التي واجهتهم من الأزمة الحالية والسفر للسعودية.. تكتب: يختي خربوها الناس من كثر الشحن والسب مره شي مًو حلو.. والحكومات دخلت الشعوب.. خسارة!! وبدأت أطمئنها وأهدئ من روعها بأن الظروف ستكون أفضل... والتحركات الأخيرة تبشر بخير..
وصديقات تعرفت عليهن في أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة والمدينة المنورة أميرة وأم عمر وأميرة والتي تهفو وتشتاق القلوب والأرواح لتكون بإذن الله في موسم الحج هذا العام- يارب-..وصديقات من الرياض أخوات وحبيبات رسائلهن واتصالاتهن روعة وغاية في الرقي السعودي الأصيل الحكيم.
ويوم السبت في أحد المطاعم في وجبة الفطور.. يأتيني اتصال من صديقتي أم أحمد من الإمارات العربية المتحدة وتحديدا من أبوظبي، أم أحمد بطبعها قليلة الكلام متحفظة، لا تعبر عن رأيها ووجهة نظرها في كثير من المواضيع والأمور منذ عرفتها.. إلا هذا الاتصال يأتيني صوتها مفعما بالحيوية والشوق والسؤال.. ولم تعطني فرصة للحديث.. من كلامها وعتبها واشتياقها.. وتتكلم بل تسترسل.. بأن ما يحدث بين الكبار والقيادات والرؤساء لا ذنب لنا نحن كشعوب.. نحن نحبكم وأنتم في قلوبنا وتسكنون أعيننا.. طبعا حديثا باللغة الإماراتية العذبة الأصيلة... وتكمل نحبكم سلوى أنتم غاليين علينا... الشعوب مالها ذنب.. المستفيد من كل هذا هم أميركا.. تأخذ من الدول المبالغ لتخدم مصالحهم ومصالحها..
أم أحمد كانت قوية.. برأيها وكلامها والذي كنت أنصت لها بحب لعمق وصدق حديثها وشوقها...تعاتب بحب لتقصيري للاتصال بها.. خاصة وأنها لا تتواصل ولا تتعامل بالوتس أب ولا غيره من وسائل التواصل الاجتماعي ولا تحبذها في ظل الظروف الحاليّة لما تشكله من مجال وساحة للإشاعات والشحناء بين الشعوب..تنهي حديثها وتكرر طلبي للاتصال والزيارة..وصدى صوتها مستمر في مسمعي.. جميلة وصادقة أم أحمد..
صديقات من البحرين تواصلهم بالمناسبات فقط وما يقصرن، ونقرأ برسائلهن الحب... وتعليقاتهن الجميلة، وصديقات سلطنة عمان وصورهن وسفراتهن وهدوئهن دائما بعيدا عن الصخب السياسي والمشاحنات..
طبعا حبيبات وصديقات، وأهلنا في الكويت التواصل الروحي والحواري مستمر بكل أشكال التواصل... أغان وطنية مستمرة، ورسائل حب وتأييد، وصور جميلة، وتواصل دائم، وسنابات معبرة مستمرة، وزيارات ولقاءات مع صديقاتنا وأقاربنا بالكويت.. قيادة الكويت الحكيمة دورها مهم وانعكس على شعبها، والتي لا تزال تحرص وتتواصل عبر دبلوماسيتها في رأب الصدع.. ولم الشمل.. والدعوة للحوار..
آخر جرة قلم:
القيادة، ولاة أمر.. طاعتهم واجبة.. في الحق والعقل والصواب.. أو التزام الصمت متى وجدنا ما يخالف العقل والمنطق وقبلهما ما يخالف الشرع الإسلامي في صلة الرحم وأشكال التواصل الاجتماعي.. مشاركة أفراح ومناسبات... لتأدية واجب العزاء والمواساة...إلى كل أشكال اللقاءات الإنسانية بين الأبناء والآباء وأبناء العمومة والأخوال... لا مجال لذكر المآسي التي حدثت والتي تعرضت لها أسر وعوائل، وتعرض لها إخوة وأشقاء..مآس إنسانية واجتماعية لتصل لمرحلة انعدام الإنسانية من قلوبهم... فمن لم يرحم حلال من أبل وماشية.. يسهل عليه قطع الأرحام وقطع الماء ان كان بيدهم!

بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
10/08/2017
2968