+ A
A -
هي خطوة يمكن أن ندشن بعدها حملة عالمية لفضح عنصرية إسرائيل، وأعني مبادرة مجلس النواب الأردني الذكية تزويد البرلمانات الدولية بنسخ عن مشاريع القوانين العنصرية التي تبناها الكنيست الإسرائيلي أو التي في طريقه لإقرارها.
قوانين كفيلة بمنح إسرائيل عن جدارة لقب الدولة العنصرية الأولى والأخيرة في العالم.
ما ينوف عن 156 مشروع قانون من بينها 25 تم إقرارها بالقراءة النهائية، كلها بدون استثناء تكرس الفصل العنصري وتشرع احتلالا يتنافى مع قرارات الشرعية الدولية.
آخر هذه المشاريع قانون القدس الموحدة الذي يجعل الانسحاب من القدس الشرقية مشروطا بموافقة الأغلبية المطلقة في الكنيست، وهو أمر يستحيل تحقيقه في أي تصويت، في ضوء التركيبة الائتلافية للكنيست الصهيوني، وتنامي هيمنة اليمين المتطرف على أغلب مقاعده.
في وقت تطغى فيه حروب المنطقة وصراعاتها على أجندة المجتمع الدولي والإعلام العالمي، ما تزال قضية الشعب الفلسطيني مطروحة بقوة من قبل منظمات عالمية؛ برلمانية وأهلية غربية، وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى الاختراقات الكبرى التي تحققها حملة مقاطعة إسرائيل«BDS» في أوساط الرأي العام العالمي، وتأثيرها الملموس على قرارات برلمانات غربية.
ولا يمكننا هنا أن ننسى المواقف التاريخية لبرلمانات أوروبية صوتت بأغلبية ساحقة«غير ملزمة» لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، مثلما نجحت حملات المقاطعة في إلزام دول أوروبية على مقاطعة منتجات المستوطنات، إلى جانب المقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية.
ولإدراك مدى خطورة هذه التحولات في الغرب بالنسبة لإسرائيل، يكفي متابعة ردود الفعل الصهيونية؛ رسمية وإعلامية على حملات المقاطعة.
في التصنيف الإسرائيلي تمثل هذه الحملات تهديدا يفوق التهديدات العسكرية، فقد حشدت أنصارها في كل مكان للتصدي لهذه الحملات، وشنت حربا إعلامية لتشويه سمعة القائمين عليها.
مبادرة مجلس النواب الأردني التي عرض تفاصيلها رئيس المجلس عاطف الطراونة لوسائل الإعلام، لم يسبقه إليها برلمان عربي، فكيف يكون الحال لو أن برلمانات دول عربية وإسلامية فعلت الشيء ذاته؟
أبواب العالم ليست مغلقة أمامنا، كل ما هو مطلوب أن نبادر لطرقها ومخاطبة الشعوب والمنظمات الأهلية والبرلمانات الوطنية ووسائل الإعلام وسنجد تضامنا مع قضيتنا سيترك أثره دون شك على أصحاب القرار في العالم.
صورة إسرائيل الأخلاقية في الحضيض، وهي تعلم أن ما كانت تستطيع فعله في السابق دون اكتراث، لا يمكنها الإقدام عليه في عالم اليوم، لا يكفي الدعم الأميركي المطلق ولا العجز العربي الفادح لتكسب معركة الاحتلال.
موقف الرأي العالمي كان حاسما في كسب المعركة ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
المهم أن نعرف كيف ندير حربنا لكسب شعوب العالم وقواه الحية، بمقدور الدول العربية أن تمول جولات لبرلمانيين وناشطين عرب وفلسطينيين يجوبون العالم لفضح عنصرية إسرائيل، ودفع البرلمانات الأجنبية كي تغمر الكنيست وحكومة الاحتلال برسائل التنديد بسياساتها وتشريعاتها، وصولا لمقاطعة دولة الاختلال وعزلها عالميا.
ينبغي أن تعيش دولة الاحتلال في العزلة والعتمة، إلى أن ترفع احتلالها البغيض عن صدور الفلسطينيين.
ثمة قوة كامنة في كل مكان يمكن تحريكها لصالح قضيتنا،لكن ذلك يحتاج لخطط مدروسة ورسائل متقنة لمخاطبة شعوب العالم، ونشاط على مختلف الجبهات لحشد المؤيدين والتشبيك بينهم ليكونوا قوة عالمية في مواجهة الاحتلال.
إنها معركة يمكن كسبها، فالأكاذيب مهما كان نفوذها وحضورها لن تصمد أمام قوة الحق والعدل.

بقلم : فهد الخيطان
copy short url   نسخ
11/08/2017
2684