+ A
A -
البداية
وهل من خالدين إذا هلكنا
وهل في الموت بين الناس عارُ
متن
أبكيتنا هذه المرة
تعثرت الكلمات
وانقبضت القلوب
خالفت فطرتك التي خلقك الله عليها لتنشر السعادة
وأحزنتنا بالمشهد الأخير
المشهد الذي كتبته بهدوء
ورحلت دون أن تزعج أحدًا
وانتهت الرحلة
بتواضع الكبار
والنفوس الطيبة
تاركًا لنا أجمل الذكريات
وأنت الذي عشت معنا وكبرنا معك
حتى صرت واحدًا منّا
كل بيتٍ أنت فيه أبًا وأخًا وبسمة
جمهورك الذي كُنّاك.. وكُنته
بالأمس كنا ندعو لك
واليوم نترحم عليك
وإنا لقضاء ربنا لحامدون
مدرسة عبدالحسين عبدالرضا ليست فنًا فقط
بل إنسانًا عاش الحياة مُحبًا للجميع
لم يشتكِ منه زميل
ولم يحط من قدر فئة
ولم يخطئ بحق طائفة
كان للجميع ودافع عنهم
حوّل مسرحه لبرلمان مصغر
استجوب خلاله الوزير
ووبخ النائب
وانتقد جشع التجار
وطبطب على كتف المواطن
وكان دائمًا إنسانًا تليق به الحياة وتزهو به
كثيرون يا أبوعدنان يرحلون
وقليلون من يتركون الأثر الطيب والذكرى الغالية
والغريب
حال رحيلك
أعادوا مسرحية «باي باي لندن»
وللمرة الأولى.. نشاهدها بالدموع
بدلًا من الضحكات التي طالما عزفناها
والتي عودتنا عليها
ماذا حدث؟!
كيف سنضحك اليوم حال رؤيتنا قاصد خير
والأقدار
ودرس خصوصي
وأرشيفنا الذي كتبته حتى تعلمنا منك كيف تكون المزحة
والقفشات
كنّا وعلى سبيل الثقة نغني بصوتك:
أنا ماني حلو لكني ماني شين
ولاني من الذي يلعب على الحبلين
مجتمع بكل طوائفه ومذاهبه
حاضرته وباديته
سنته وشيعته
تركت بهم شيئًا منك
غرست في كل منا بستانًا من السعادة
كما كنت دائمًا.
أبراج الكويت ليست ثلاثة كما يظنون
فرابعها أنت،
تاريخنا الذي نُفاخر به
ورمزٌ تُعرف به هذه البلاد
أما بعد:
ترجل فارسنا ولوّح لنا بالوداع
وسكت القلب الطيب الذي لم ينبض سوى بالحب
وترك ضجيج الحياة
رحل حسين بن عاقول
وترك فراغًا لن يملؤه أحد
وهو الذي يُضحكك بنظرة
ويسعدك بكلمة
بلا مجهود
ولا تصنع
هو هكذا.. خلقه الله سعادةً بين الناس
وبعد أن سمعنا منك..
فاسمع منا
ولو أنه فات الأوان
رحل والدي وأنا بالعاشرة
وحينما تلمست وجع الفقد
وبدأت أحل لغز الحياة
وجدتك أبي معروف الأسكافي
وكنت أنا ابنك الذي لم تنجبه دليلة بنت محتار
مشاهد إضافية رسمتها
لا وجود لها إلا بعالمي الصغير
هكذا عشت معي.. وتعايشت معك
وفي بداية ممارستي لمهنة المحاماة
رددت دائمًا
أن المحامي الشاطر هو كما كان «عتيج المسيان»
مراوغًا بالحق.. نصير المطلقات والأرامل
وعند وقوعي بخطأ وأنا الشاب المفتون بالحياة
بررت أن مراهقتي تشفع لي
حتى لا ينتهي بي المطاف كما انتهى بالدكتور عبدالباري ومشاكله مع نجاة صب الفشة بسبب مراهقته المتأخرة بالخمسين
وعندما مدّ لي الحظ كفّه
وكُرّمت بالملتقى الإعلامي
كأفضل كاتب شاب
كنت أنت جالسًا بالصفوف الأولى
صفقت للجميع وابتسمت لنا
وجدتك.. وحولك كم هائل من البشر
سلمت عليك وخجلت منك
لم أخبرك بحبي الكبير لك
ولم ألتقط معك حتى صورة
قلت في نفسي
وماذا ستصنع كلماتي وسط هذا الزحام
في كل فصل من فصول العمر
وُجدت به لتبقى
جمعتنا على حبك
ووحدتنا حين رحيلك
فطبت حيًا وميتا يابوعدنان
أما الختام؟
فليس لنا إلا أن نرفع الدعاء
ونسأل الله أن يرحمك ويغفر لك،
اللهم إنه رسم البسمة على شفاهنا
فاجعله مبتسمًا بجنات النعيم
إضاءة:
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه
آخر السطر:
أحدٍ يافهيد حياته نعيم.. وأحدٍ حياته خسارة

بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
15/08/2017
5090