+ A
A -
ما أَرَقّ الإحساس وما أَرْقَاه حين تُصَيِّرُه النَّفْسُ المطمَئِنَّة خيوطا من حرير تُطَوِّقُ روحا يَسحركَ عِشقُها، ويَستدرجكَ الوَلَهُ بها إلى الارتماء في أحضان سرير الليل لتَبكيها إذا هي شمسُها غابَتْ..
في الحياة مرتَفَعات ومُنحَدَرات، وفي الحياة أكثر من ذلك مُنْعَرَجات وطُرُق غير آمنة تَفرضها الأماكن والأزمنة التي تَضبطكَ على عقارب ساعتها، فكلما خذلَتْكَ احتَجْتَ أنتَ إلى مَن يَكون لكَ بمثابة المرهم الذي يُطَيِّب ويُرَطِّب ويُداوي إذا اشتَدَّت العِلَل وما عُدْتَ تَعرِفُ «ما العَمَل؟»..
هذا الذي سيَكون لكَ بمثابة الروح قد يَأتي وقد لا يَأتي، لكن من العدل أنه يَأتي، إذ يَتوقف على حضوره هناؤكَ كما بالْمِثل يَتوقف على غيابه شقاؤكَ..
هذا الذي يُعادِل القرين هو مَن يُضمِر سِرَّكَ الدفين، وأكثر من ذلك تَجِدُه لكَ خير معين لِيَعْبر بكَ بحرَ الظُّلُمات الْمُسَمَّى الحياة بما يَطْفُو عليه من مشاكل وخيبات تَغْلي غَلَيانا وتُمْطِرُكَ أحزانا..
الإحساس، إحساسُك بالآخَر وإحساسُه هو بكَ، طَوْق حرير يَجعل الأُمورَ تَسير، كما تَشاء أنتَ تَسير، ولا مجال حينها للمراوغة ولا للتأثير بشأن قُدرتكَ على تقرير المصير..
صحيح أننا نُسَلِّم بأن القضاءَ لله وان للقَدَر كلمة لا تَسقط، لكننا كثيرا ما نتدخل في تعديل الْمَسار بما يُمْلِيه علينا إحساسُنا، هذا الإحساس يَلفّنا من حيث لا نَدري، ويَكون لنا بمثابة إشارات المرور لِعابِر الطريق..
الإحساس طاقة جَبَّارة، وُجودُها بَرَكة ومِفتاح سِحري يَفتح كل الأبواب الموصَدة، وعَدَمُها لعنة تَنزل عليكَ لأنك في غياب الإحساس تُبصِر ما لا تُبْصِره البصيرة..
الصُّروح التي يَبنيها لَكَ البَصَر برمال الوهم سرعان ما تَخِرّ منهارة لَمَّا قُبالَتَها هذا الساكنُ فينا يَتَوارى، إحساسنا، إحساسنا بالآخَر وإحساسه بنا، هذا الإحساس الذي يَعرف كيف يَمدّ جسرَ الابتسامة بين ثقبين تَخشى أنتَ أن يَبتلعا معنى وجودك، اشتهاءات الجسد، وانتظارات الروح..
بإحساسك الثمين تَتمرد على سُلْطة السنين. بإحساسك الثمين تتخذ من روحك وجسدك غَمَّازَتَيْن تَبصمان على وجه الحياة (حياتك) بَصمةَ اليقين بأنك تَملك المصباحَ الذي يُنير دُروبَها ويَجلبُ لكَ فَراشَ الحَظّ كما تَصَوَّرْنا كيف يَجلبه مصباح علاء الدين..
طَوق الإحساس يُفَسِّر تَوْقَ الأنفاس، تَوق الأنفاس إلى الأنفاس، حرصا على ضمان سلامة النفوس في الوقت الذي يَجهل أكثرنا متى تَحيدُ عن الشِّفاه الكؤوس..
حياتُكَ كأس، أحلامك كأس، رغباتكَ كأس، عِشقكَ كأس، سَلامُكَ كأس، رُؤاكَ كأس، جنة قلبِكَ كأس، فُرْصَتُكَ كأس، قوتك الداخلية كأس..
لِعِنَب الطريق مَواسِم، وما العُمرُ إلا شوارع ومَحَطَّات تُؤَثِّثُها أشجارُ الإحساس وتُضيئُها شمسُه، فلا تَسمَحْ لخيوط الإحساس بِأَلاَّ تُطَوِّقَكَ.
نَافِذَةُ الرُّوح:
«الحياةُ قميص، بأسلوبكَ تُحافظ على صحته وبَياضه أو تَجعله رَثّاً مُهَلْهَلاً».
«أَجْمَل الألوان لَوْنُ الفَرَح في الوجوه».
«ضَعْ حقيبتَك يا حُلم، فأمامنا مسافة للتعايُش».
«حين يُضْرِبُ الحُزْنُ عن الرحيل اِعْلَمْ أنكَ مسؤول عن سُوء اختيارِ طريقةِ محارَبته».
«لا تَجْعَلْ رُؤيتَكَ للحقيقة أَضْيَق من مساحة قَدَمَيْكَ».
«بَعْدَ كُلّ ليلِ ألمٍ شمسُ الأملِ تُشرِقُ».
«بِقُوة إيمانكَ بِنَفْسِكَ ضاعِفْ حُظوظَكَ في النَّجاة من شَيْطانِكَ».
بقلم: د. سعاد دَرير
copy short url   نسخ
07/09/2017
3215