+ A
A -
- 1 -
قلناها سابقاً:
لن يظلَّ العالم بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض كما كان من قبْل.
لا حديث في الدوائر العالمية هذه الأيام، إلا عن احتمال نشوب حربٍ عالميةٍ ثالثةٍ في عهد ترامب، وتصعيد خطابه تجاه القوى الثلاثية (كوريا الشمالية والصين وروسيا).
العالم أجمع ينظر بعيني القلق والتوتر لتناطح ثورَين أهوجَين، بالأفعال والأقوال: الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ والكوري الشمالي كيم جونغ أون.
الأقوال والأفعال الصادرة من واشنطن وبيونغ يانغ، تُمهِّد لأحداثٍ كارثيةٍ لا يصيب أذاها الدولتين ولا حلفاءهما الأقربين فقط.
كانت أقوى المؤشرات ترشح العالَم في عهد ترامب، لأن يصبح بالغ التوتر شديد الاستقطاب، وعلى شفا حرب نووية لا تُبقي ولا تَذَر.
قبل دخول ترامب البيت الأبيض عقب فوزه بالانتخابات، اشتعلت التصريحات النووية.

- 2 -

وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن الرئيس ترامب نشر تغريدة على صفحته في موقع تويتر، دعا فيها إلى توسيع القدرات النووية الأميركية.
وعندما سُئِلَ عن تلك التغريدة، ردَّ ترامب قائلاً: «فليكن هناك سباق تسلح»، مضيفاً في مقابلة تليفزيونية: «سنتفوَّق عليهم في كل شيء وسنغلبهم جميعاً».
الصحافة الصينية دعت حكومتها لبناء المزيد من الأسلحة النووية الاستراتيجية، وتسريع نشر الصاروخ (دي إف-41) البالستي بعيد المدى، لحماية مصالحها، إذا حاول ترامب محاصرة البلاد «بطريقة غير مقبولة».
أما الرئيس فلاديمير بوتين، فقد أمر بتعزيز القوة النووية الروسية الضاربة، لجعلها قادرة على اختراق أي دروع مضادة للصواريخ، كتلك التي تنوي واشنطن نشرها شرقي أوروبا.

- 3 -

ولأول مرَّة منذ انتهاء الحرب الباردة، زاد الحديث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة؛ نظراً لحالة التوتر التي يعيشها العالم بين القوى النووية الكبرى: روسيا وكوريا الشمالية والولايات المُتَّحدة.
قبل أيام، احتفت كوريا الشمالية بما وصفته بنجاح تجربتها لإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات، واصفةً إياها بأنها «تحذير شديد» للولايات المتحدة الأميركية.
وأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، أن التجربة تُثبت أن عموم الولايات المتحدة باتت في مدى ضرب صواريخ بلاده.
البيانات المتوفرة أفادت، بأن الصاروخ قد يمتلك مدى يصل إلى 10400 كيلومتر تقريباً. وهذا يعني أن إطلاقه من مدينة راسوم في شمال شرقي كوريا الشمالية سيضع مدينة نيويورك في مدى هذا الصاروخ العابر للقارات.

- 4 -

ما يزيد من احتمال المواجهة الشاملة، أن إدارة ترامب لا تُحمِّل كوريا الشمالية وحدها مسؤولية هذه الخطوة، التي تُعتبر الأخطر في تاريخ التصعيد بين الدولتين.
قابلت واشنطن تلك الخطوة بتحليق قاذفتَي قنابل أميركيَّتَيْن في سماء كوريا، تُرافقهما مقاتلات يابانية وكورية جنوبية، بالتزامن مع توجيه دونالد ترامب الاتهامات إلى بكين بأنها تساعد بيونغ يانغ على كسب الأموال، متوعداً بأنه سيضع حدَّاً لذلك.
وصبَّ وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون، جام غضبه على الصين وروسيا، وسماهما «الممولَيْن الرئيسَيْن» لتطوير برامج الأسلحة الصاروخية-النووية لكوريا الشمالية.
تصريحات ترامب ووزير خارجيته، تعكس رغبة واشنطن في توسيع دائرة الصراع.

-أخيراً-

قريباً، سيثبُت للجميع أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض بخطابه المُتطرِّف ومزاجه الحاد، ومواقفه المُتهورة، سيُنتِجُ كثيراً من الأحداث الكارثية التي سترسم معالم وملامح الفترة القادمة.
سيُصبح وصول شخص بصفات وطبيعة ترامب إلى قمة القيادة في أكبر دولة في العالم، تتحكم في أغلب مجريات الأحداث الدولية، نقطة مائزة في تاريخ الألفية الثالثة.
خاصة حينما تضعه الأقدار في مواجهة حتمية مع متهور آخر، يتفوق عليه في درجات الجنون هو كيم جونغ.
بقلم : ضياء الدين بلال
copy short url   نسخ
10/09/2017
2369