+ A
A -
لم يثبت المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان ديمستورا منذ أن تم تعيينه في هذا المنصب من قبل الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون في يوليو من العام 2014 خلفا للأخضر الإبراهيمي أي شكل من أشكال النزاهة وعدم الانحياز.
فالرجل منذ أن تولى مهمته وهو يعمل بانحياز تام لصالح النظام السوري ولم يتمكن من إيقاف جريمة قتل واحدة أو إدانة حتى الهجمات الكيماوية التي قام بها نظام الأسد ضد المدنيين وأدانتها الأمم المتحدة ثم أنكرها هو أو ميعها على أقل تقدير، ودائما تلعب الخلفيات والأدوار التي يقوم بها الناس في الحياة دورا هاما في فهم شخصياتهم وأسلوب أدائهم، لاسيما وأن الرجل جاء من خلفية ديبلوماسية سويدية وإيطالية حيث يحمل جنسية الدولتين، وكلا الدولتين ليس لهما قرار أو دور في السياسة الدولية علاوة على عمله مع الأمم المتحدة لمدة طويلة في أفغانستان والعراق ولبنان ورواندا والصومال والسودان.
وهذا يعني أن الرجل محترف في تمييع القضايا ولم يوقف دماء أي شعب من هذه الشعوب التي تنزف إلى الآن، وفوق ذلك فإن العامل الشخصي يقوم بدور كبير في طريقة تعامل الموفد الدولي مع القضية التي يعمل عليها، أما وظيفة الموفد الخاص فعادة ما تكون مكافأة لديبلوماسي غربي بالدرجة الأولى أو ديبلوماسي من أي جنسية أخرى خدم السياسة الغربية من خلال موقعه في بلده، ولم يثبت أن أيا منهم حقق أي تقدم في مهمة أوفد من أجلها، فقط يجني المال والوجاهة والتصريحات التافهة أو المنحازة.
وإذا عدنا إلى ديمستورا وما يقوم به في سوريا فإننا نجده يحظى بعلاقات خاصة وحارة مع نظام الأسد خلافا من حيث الاستقبال والحفاوة وفي نفس الوقت فإنه يتعامل مع المعارضة بإهانة واحتقار لدماء الشعب وتضحياته، وقد اتهمت المعارضة ديمستورا عدة مرات بعدم النزاهة والانحياز للنظام كما اتهم وفد المعارضة إلى جنيف ديمستورا يوم الخميس الماضي بتبني الأجندة الروسية لحل الأزمة بعدما أعلن يوم الأربعاء الماضي أن «على المعارضة السورية أن تعترف بأنها لم تنتصر على الأسد في الحرب مشيرا إلى أن «هذه الحرب قد انتهت تقريبا ولا أعتقد أن بإمكان أي طرف إعلان الانتصار فيها».
وقد جاءت هذه التصريحات في نفس اليوم الذي أدانت فيه لجنة أممية نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري 27 مرة في جرائم حرب قتل فيها أطفال ونساء ومدنيون، وقد سبق للمعارضة السورية أن أبلغت الأمم المتحدة عدة مرات عدم رضاها عن أداء ديمستورا مما دفع الأمين العام الحالي للأمم المتحدة إلى ترشيح شخصيات أخرى لخلافته لكن إدارة ترامب هددت الأمين العام إذا قام بتغييره فهو يخدم سياستها المتوافقة مع السياسة الروسية في سوريا من ثم أعلن الأمين العام التجديد له، ومن يتابع أداء الرجل يجد أنه لا ينجز شيئا وإذا تحدث لا يقول شيئا نافعا فدوره هو التعطيل وتمرير الواقع والتغطية على الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد وهذا بالضبط ما تريده الأمم المتحدة والدول التي تتحكم في قرارها.
بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
11/09/2017
4568