+ A
A -
بعد هذا الترحيب الكبير وهذه الحفاوة البالغة التي يلقاها تميم المجد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى من زعماء الدول التي تشملها جولته الميمونة والتي بدأها بتركيا ومن بعدها ألمانيا وفرنسا، أقول بعد هذا وجب على دول الحصار أن تعرف مكانة قطر الكبرى وما تحتله من أهمية على الساحة العالمية، فلم تعد المساحة الواسعة المترهلة ولا الانفجار السكاني الذي خلَّف الفقر والمرض والبطالة معايير موضوعية لتقييم الدول، إذ من الممكن جدا وكما هو واقع الحال أن توجد دولة ذات مساحة مترامية الأطراق أو أخرى عدد سكانها يعد بعشرات الملايين لكن نرى أهميتها ومكانتها في الساحة العالمية تعاني من الضآلة والضحالة.
إنني لعلى يقين الآن من أن المسؤولين في دول الحصار لا يبارحون أماكنهم أمام شاشات الفضائيات الرصينة والرزينة التي تنقل الأحداث بدقة، يطالعون فيها مدى الحفاوة الكبيرة التي يستقبل بها زعماء الدول الكبرى سمو أميرنا المفدى حفظه الله ورعاه، وكأن زعماء هذه الدول يقولون لدور الحصار أنتم المحاصرون، أنتم الذين تشاهدون شعوبكم وتشاهدكم شعوبكم من خلف الزجاج المصفح.
نتائج الجولة وما دار فيها من محادثات لتعزيز العلاقات بين قطر وهذه الدول الكبرى قد تصيب دول الحصار بالضربة القاضية، خصوصا أن هذه الدول لا تزال تُمنى بضربات موجعة كان من أحدثها ما سُمي مؤتمر المعارضة في لندن الذي أشرفت على تنظيمه وتكفلت بدفع نفقاته دولة الإمارات العربية المتحدة، وأول صفعة للمنظمين تمثلت في الغياب الكامل للحضور، لكن الصفعة الكبرى كانت عندما انقلب السحر على الساحر وتحولت دفة النقاش في المؤتمر إلى الحديث عن تمويل السعودية للإرهاب، وذلك عندما ألقى اللورد بادي آشتون كلمة تركزت على توجيه انتقادات لاذعة للسعودية مما أوقع الإمارات في حرج شديد لم تحسب له حسابا، وتجلت انتقادات الرجل عندما دعا الحكومة البريطانية إلى الكشف عن تقرير تخفيه لأنه يتضمن أدلة تدين السعودية تتعلق بدعمها وتمويلها للإرهاب ودورها في هجمات لندن وهجمات 11 سبتمبر، مما يوجب توقيع عقوبات عليها من قبل المجتمع الدولي، وهكذا يضرب الله الظالمين بالظالمين ويخرجنا من بينهم سالمين.
دول الحصار الشقيقة كانت في غنى عن كل هذه المتاعب والمصاعب التي جلبتها على نفسها وعلى المنطقة وعلى العائلات الخليجية التي حرمت التواصل الاجتماعي والتزاور حتى في الأعياد، وكل هذا بسبب مستشاري السوء القابعين في دهاليز صنع القرار عندهم.
من جانبنا قطر بإذن الله محفوظة بفضل الله تعالى وفضل قيادتها التي ارتقت بها، وجعلت الحصار عاجزا عن إيقاف مسيرتها، وخير برهان على ذلك أن الإنجازات التي تتحقق في ظل الحصار على الأصعدة كافة لا تقل إن لم تزد عنها في أوقات ما قبل الحصار الجائر، وأمامنا شواهد عدة على ذلك منها افتتاح ميناء حمد البحري في منطقة أم الحول قبل الموعد المحدد لذلك من قبل وبتكلفة أقل، والإسراع في إنجاز مشروع الريل وصفقة نيمار وغيرها كثير والبقية تأتي، فشعب قطر قد شمر عن سواعد الجد لأن قطر تستحق منه الأفضل، والقادم أفضل بإذن الله.
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
17/09/2017
2522