+ A
A -
هل نُصَدِّقُ أن كوريا الشمالية بقيادة فَتَاها الأول «كيم أون» ستَنْحَني لأميركا وتَدْفَع لترامب ثَمَنَ أَمْنِها؟!
الملاحَظ أن ألعاب «كيم» النووية تَجعلُ الورقةَ الكورية عُودَ الثقاب الذي سيَجرّ العالَمَ إلى المحرقة إذا فَكَّرَ ترامب بضَرْبَة قَرارٍ مُتَسَرِّع في أن يُجبِرَ كوريا الشمالية على أن تَعْدِلَ عن تحركها أو أن تَتراجع بمشروعها النووي كما تُريد لها الولاياتُ المتحدة ضِدّ كُلّ مَن يَجْرُؤ على أن يَرفَع صَوْتَه على صوتها.
الولايات المتحدة لا تَتَّحِد إلا ضِدّ مَن يُعارِضُ مَصَالِحَها.. ونتصور أن فَاتورةَ الأعاصير التي ضربَتْ أميركا لن يَدْفَعَ ثَمَنَها إلا مَنْ سيُجْبِرُهم ترامب على الدَّفْع مُقابِل الحُصول على نَصيب من الأَمْن.. فالملايير التي أَنْفَقَتْها الولاياتُ وهي تَنحني للأعاصير لا شَكّ في أنها جَعَلَتْ أميركا تَعكف على التخطيط لِتَسديد ما يُغَطِّي الخسائرَ التي أَرْهَقَتْها.
وَرْطَةُ الأعاصير التي فَاجَأَتْ أميركا (بأكثر مما هو مُتَوَقَّع بكثير) تَفتَح لنا نافذة على العالَم بما يَنتظره مِن نهاية يُرَوِّج لها الكثيرُ من الأخبار التي تُسجِّل مُتابَعةً قلّ نظيرها، لِتُثيرَ السخريةَ عند البعض الذي لا يُصَدِّقُ شيئا، بِقَدْر ما تُثير الفَزَعَ عند البعض الآخَر الذي يُصَدِّق كُلَّ شيء..
فهل هي حَقّا نهاية العالَم على يَد «كيم أون» الذي قد يَكون مسؤولا عن المحرقة التي قد يُشعِل فَتيلَها أيّ رَدّ فِعل مجنون منه إذا فَكَّرَ زميلُه ترامب في العبث معه ولو بِزَلَّة صاروخ؟!
أم هي نهاية عالَمٍ أخرى يَتَرَقَّب خُبراءُ الأَرْصاد اليوتوبية أن تَحْدُثَ أَسْرَع مما يُمْكِن، لاسيما وأن هناك ظهورا مفاجِئا لكوكب نيبيرو في العَرْض الفَلَكي الأخير، خصوصا بعد الضَّجَّة التي أثارَها كتابُ «الكوكب المجهول.. الوصول 2017» لصاحبه دافيد ميد؟!
أمَّا عن شأن نيبيرو بالمحرقة، فَصَدِّقْ يا صديقي أن هذا أكثر ما يَخشاه مُحَلِّلُو قناة اليوتيوب من المتابِعين العَرَب الذين يَصِفون نيبيرو بأنه الشمس الثانية التي تَقترب من الأرض، وتُهَدِّد بالمحرقة الحقيقية التي يَربط عدد كبير من الفيديوهات بينها وبين نهاية كوكب الأرض، أو على الأقل نهاية معظم ساكِنَيه، بعد أن يَخْتَلَّ دوران الأرض التي يُقال إنها ستَفقد توازنَها بعد أن تَكثر فيها الزلازل والفيضانات ويَتسبب لها ارتفاعُ الحرارة في كوارث بيئية.
فهل هي فِعْلا مقدمة لنهاية العالَم؟! أم أن الأمرَ لا يعدو كَونه وَهْماً لا يَنفي أن تَكُونَ المحرقَةُ من توقيع «كيم» الْمُتَهَوِّر الذي لا يَسْمَح باستفزازات أميركا؟!
نَافِذَةُ الرُّوح:
«العُمْرُ شجرة، والأيامُ أوراق.. بسقوط الورقة الأخيرة تَدقّ ساعةُ الرحيل».
«الحياةُ سِباق يَنتهي بنهايتكَ».
«لن أُحَدِّثَكَ عن نَهر الحنين الذي يَجْري بين ضِفَّتَيْ عينيك وقلبي إن كُنْتُ لا أَمْلِكُ تَأْشيرةَ العُبور إلى غَدِكَ».
«سَأُسَمِّي الوَصْلَ هَجْراً إذا كان الطريقُ إِلَيَّ لا يَقودُ إليكَ».
«عَذَّبَتْنِي الْمَسافاتُ لَمَّا حَالَتْ بيننا، وأَمْطَرَني الانتظارُ.. ومازِلْتُ أُمَنِّي نَفسي بِمَوْعِد مع الْحُلم».
«مَنْ قَالَ إنني أَبِيعُ زَمَنَكَ؟! ألا تَرى أنني أَشْتَري نَفْسِي؟!».
«قَدْ يَكُونُ الصَّمْتُ مُقَدِّمةً للرحيل.. لكنَّ الغيابَ أَقْسَى مِن كُلّ الكَلِمات التي لَمْ أَقُلْهَا».
بقلم:د. سعاد دَرير
copy short url   نسخ
21/09/2017
2705