+ A
A -
أبدأ بالحمدلله كوني قطريا، وأفتخر بأنني من دولة قطر وأفتخر بأن قائد دولتنا هو سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فعلا تستحق يا سمو الأمير لقب زعيم.. ما أروعك.. لم تنس شعبك ولا المقيمين على أرض قطر وشكرتنا جميعا على الملأ، ولكن هذا واجب علينا جميعا لأمير أعزنا وحافظ على كرامتنا وكل همه هو أن يعيش المواطن القطري عيشة كريمة.. وجميع المقيمين من مختلف الجنسيات التي تعيش على أرضنا الطيبة قطر، يشهدون لك ويشهدون بأخلاق الشعب القطري والجميع أيضاً يعيشون عيشة كريمة.. حفظك الله يا من وقفت معنا قلبا وقالبا ونحن أيضاً معك قلبا وقالباً ونفديك ونفدي بلادنا بأرواحنا وأهلنا وأبنائنا وأموالنا وأقسم بالله العظيم أن ليس لنا أمير غيرك يا تميم المجد والعز..
جاء الخطاب السياسي في كلمة سمو الأمير المفدى متسماً بالشمولية التي تكشف عن وعي كبير بدور دولة قطر الكبير في محيطها الإقليمي والعربي والعالمي، كما تكشف كثير من التعابير التي تم توظيفها في هذا الخطاب عن حرص القيادة القطرية على أن تصل الرسالة الواضحة المعبرة عن رؤيتها تجاه كل القضايا المثارة على الساحة إلى كل المتلقين في كل أرجاء العالم..
خطاب معبر عن مواقف قطر الثابتة تجاه القضايا العربية والإقليمية والدولية، وتطلعاتها في حل القضايا والأزمات العالقة.. نعم.. تغيرت الظروف وتعرضت قطر لحصار جائر ومع ذلك لم يتغير موقفها المؤازر للشعوب العربية التي تتعرض لاضطهاد من حكوماتها.. ورحب سمو الأمير بالحوار ولم يطلب فتح الحدود وهذا دليل قاطع على أننا قادرون على الصمود أمام التحديات ودون المساس أو التنازل عن أي جزء من سيادتنا..
وكعادة سموه دائما يحمل هموم العالم الإسلامي بأنه هو أول زعيم عربي يتطرق لأزمة «الروهينغيا» بالرغم من ظروف الحصار الجائر المفروض على قطر، لم ينس سموه في كلمته هموم شعب الروهينغيا الذي يواجه إرهاباً وتشريداً وتعذيباً وتطهيراً عرقياً من قبل السلطات في ميانمار، حيث دعا سموه إلى وضع حل ناجع لهذه الأزمة المؤسفة.
تضمن الخطاب السياسي في كلمة صاحب السمو مجموعة من المواقف التي تعبر عن رؤية قطر إزاء القضايا المثارة على الساحة، ومن أهم ما تطرق له خطاب سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة..
لا يجوز أن يتراوح موقف الدول الكبرى بين احتلال الدول أو اتخاذ موقف المتفرج..
أقف هنا وبلدي وشعبي يتعرضان لحصار جائر مستمر فرضتـه دول مجاورة..
قطر تدير حياتها حاليا بنجاح بفضل وجود معابر ليس لدول الحصار سيطرة عليها..
الدول المحاصرة لم تتراجع أو تعتذر عن الكذب رغم افتضاح أمر القرصنة لأهداف سياسية..
آن الأوان لاتخاذ خطوات لضبط الفلتان في عمليات القرصنـة الإلكترونية..
زعزعة الاستقرار في دولة ذات سيادة.. أليس هذا أحد تعريفات الإرهاب؟
الحصار غير المشروع انتهك أبسط حقوق الإنسان في العمل والتعليم والتنقل..
دول الحصار لاحقت مواطنيها والمقيمين على أراضيها لمجرد التعاطف مع قطر..
ثمة دول تعتقد أن حيازتها للمال تؤهلها للضغط على دول أخرى وابتزازها..
دول كثيرة فوجئت بفرض الحصار علينا وبأسبابه ودوافعه..
قطر كافحت الإرهاب ويشهد بذلك المجتمع الدولي بأسره وما زالت تحاربه وستظل..
قطر تعلم 7 ملايين طفل حول العالم لإنقاذهم من الإرهاب..
رفضنا الانصياع للإملاءات بالضغط والحصار ولم يرض شعبنا بأقل من ذلك..
أعبر عن اعتزازي بشعبي القطري والمقيمين على أرض قطر من مختلف الجنسيات..
هذا الشعب صمـد فـي ظـروف الحصار ورفض الإملاءات بعزة وكبرياء..
أجدد الشكر للدول الشقيقة والصديقة التي تُدرك أهمية احترام سيادة الدول..
وقف إنتاج الإرهاب والتطرف يتحقق بمعالجة جذوره الاجتماعية والسياسية..
مكافحة الإرهاب ستظل على رأس أولوياتنا وتؤكد ذلك المساهمة الفعالة لـ قطر..
ولم ينس سموه أيضا القضية الفلسطينية بقوله إن إسرائيل تقف حائلا أمام تحقيق السلام الدائم والعادل، إذ لا تزال الحكومة الإسرائيلية تواصل نهجها المتعنت وخلق حقائق على الأرض وجدد مناشدته للأشقاء الفلسطينيين لإتمام المصالحة وتوحيد المواقف..
كما دعا لحوار بناء بين مجلس التعاون الخليجي وإيران على أساس المصالح المشتركة..
ولم ينس التواصل والاستمرار في المساهمة في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المـتزايدة في العالم..
كما جدد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دعوته لحوار غير مشروط مع الدول المحاصرة لبلاده، معتبرا أن زعزعة استقرار دولة ذات سيادة هو «أحد أشكال الإرهاب»..
ووقف إنتاج الإرهاب والتطرف يتحقق بمعالجة جذوره الاجتماعية والسياسية»..
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت في الخامس من يونيو علاقاتها مع قطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية بعد اتهامها بدعم الإرهاب والتقرب من إيران..
ونحن نرفض هذه الاتهامات..
وأضاف سموه متسائلا «زعزعة الاستقرار في دولة ذات سيادة.. أليس هذا أحد تعريفات الإرهاب؟..
كما أكد رفض بلاده التعامل مع ظاهرة الإرهاب وفقا لـ«معايير مزدوجة» كما وجه الاتهام لدول الحصار بأنها لاحقت المواطنين والمقيمين على أراضيها لمجرد التعاطف مع قطر وأننا الآن ندبر شؤوننا حاليا بنجاح بفضل وجود معابر ليس لدول الحصار سيطرة عليها، مؤكدا أن شعبه «يتعرض لحصار جائر ومستمر».
وندد بدول «تعتقد أن حيازتها للمال يؤهلها للضغط على دول أخرى وابتزازها، ودعا سموه دول مجلس التعاون الخليجي لإجراء حوار مع إيران على أساس المصالح المشتركة. كذلك دعا في خطابه إلى إنهاء حالة الاقتتال والحرب في اليمن وتبني الحوار والحل السياسي، واعتبر أن الجهود السياسية حيال سوريا لا تزال «متعثرة» بسبب تضارب المصالح الدولية، مؤكدا أن المطلوب هو العمل الجاد من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. كذلك اعتبر سموه في خطابه أن إسرائيل لا تزال تقف حائلا أمام تحقيق السلام الدائم والعادل، مناشدا الفلسطينيين إتمام المصالحة وتوحيد المواقف.
الخلاصـة.. أرادوا عزل قطر عن العالم فجاءت النتائج عكسية..
وحاولوا أن يجعلوا شعوبهم تكرهك ولكن زاد حب شعوب الدول المحاصرة لك بعد انكشاف فبركاتهم ودسائسهم الوقحة وزادت قناعتهم بأنك زعيم وقائد للتاريخ..
بقلم:عبدالله غانم المهندي
copy short url   نسخ
21/09/2017
6037