+ A
A -
عزيزي القارئ، لقد دَعا مركزُ لندن للشؤون العامة إلى إلغاء عضوية جمعية الصحفيين الإماراتية في الاتحاد الدولي للصحفيين وطردِها منه بسبب مُشاركتها في دعِم الدعاية السياسية التحريضية لإمارة أبوظبي والتواصل مع أجهزة الأمن الإماراتية في محاولة إيجاد حُضور لمؤتمرٍ استهدف دولة قطر عُقِد في لندن يوم الجمعة الماضِي «مؤتمر المعارضة القطرية»، ووفق بيانٍ لمركز لندن للشؤون العامة على موقعه على الإنترنت، فقد أصدر مجلس الإعلام الوطني الإماراتي تعليماتٍ إلى جمعية الصحفيين الإماراتية، والمنظمات المحلية الأخرى، لدعم مؤتمر للتحريض ضد قطر، وقال المركز في بيانه: إنَّ جمعية الصحفيين الإماراتية تتواصل مع جهاز الأمن في دولة الإمارات العربية المتحدة للحشد من أجل المؤتمر الذي خُصِصَ لتشويه صورة قطر»، إذ وزّعت جمعية الصحفيين الإماراتية معلوماتٍ مُضللة لوسائل الإعلام العربية حول هذا المؤتمر في محاولة لعقده، وكانَ المركز قد حَصَلَ على وثيقةٍ تُثبت أنَّ جمعية الصحفيين الإماراتية شاركَت في تنظيم مؤتمر لندن، كما قامت المنظمة بدفعِ أفرادٍ وهيئات للمشاركة في هذا المؤتمر، وقدَّمَ مركز لندن للشؤون العامة شكوى إلى الاتحاد الدولي للصحفيين ضد الجمعية، وطلبَ منه إلغاء عضويتها، مؤكدًا في الشكوى أنَّ أعمال هذه المنظمة تنتهك المعايير الأساسية للصحافة، مثل الدقة والتوازن والموضوعية والمهنية.
إنَّ إعلام دول الحصار يُمَثِّل السقوط الأخلاقي بِكُل امتياز، واليوم نُدرِك أنَّ ميثاق الشرف الإعلامي المهني يحتاج إلى الرقابة الحكومية والعكس صحيح كذلك، فالناظر لطريقة التزمير والتطبيل التي تنتهجها الحكومات وأبواقها الإعلامية الخاضعة يستخلِص ذلك بكل سهولة ويُسر. عزيزي القارئ، لقد سقط إعلام كُلٍ من: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدَة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية؛ سقط هذا الإعلام سقوطًا مُدويًا في وحِل الأكاذيب بتجاوزه كل سُقُوف الأخلاق والأعراف والقيم الإسلامية والعربية والتقاليد الخليجية، بأسلوبِ الإسفاف والابتذال وتوجيه الاساءات، بينما ردّ الإعلام القطري بالترفُّع عن الاساءات ودحِضِ الافتراءات بالحقائق، إنَّهُ حريٌ بنا اليوم أن نُدرّس هذه السِقطَة الإعلامية كنموذج يُشار إليه بكيفية اتلاف الحكومات لصورتها النمطية وعدم احترامها لجمهورها المباشر. وعطفًا على حديثنا عن هذه السِقطَة المُدويَة فإنَّهُ وبحَسَب تليفزيون قطر في إحصائيته التي بَثّها في 23 من أغسطس الماضِي، فإنَّ الحملة الإعلاميَّة التي أدارها الإعلاميون الشياطين في دول الحِصار عبرَ ضوءٍ أخضر من وُلاة أمورهم «المحترمين» شملت بشكلٍ إحصائي ما تمّ نشرهُ صحفيًا وافتراضيًا في كُلٍ من: المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة- مع العٍلم أنَّ الإحصائيات التالية تُشير إلى تاريخ بَثّ التقرير في تليفزيون قطر- حيثُ إنَّ الاحصائيات في ازديادٍ مطرد كما هو معلوم»، وإليكم النتائج الشاملة للتدليس والتطبيل والتزمير الإعلامي: 1120 مقالة، 3500 تغريدة، 580 كاريكاتيرا، ففي المملكة العربية السعودية وحدها نُشرت 700 مقالة، 1000 تغريدة، 200 كاريكاتير، وشملت هذه الإحصائية الصحف السعودية التالية: الشرق الأوسط، عكاظ، الاقتصادية والحياة والجزيرة، وفي المقابِل نُشرت في الإمارات العربية المتحدة في إحصاءٍ شَمَل الصُحُف الإمارتية التالية: «الإمارات اليوم، الإمارات 24، الخليج، الاتحاد»، حيثُ تمّ نشر 300 مقالة، 2000 تغريدة، 200 كاريكاتير، أما مملكة البحرين فاستنادًا إلى ما تمَ نشرُهُ في الصحُف البحرينية التالية: «أخبار الخليج، البلاد، الوطن، الأيام»، كانت النتائج الإحصائية تُشِير إلى نشر التالي: 120 مقالة، 500 تغريدة، 180 كاريكاتيرا. إذن نحنُ أمام إحصائيات تُشير إلى معدّلاتٍ مُرتفعة، فهي حملة إعلاميَّة لا أخلاقيَّة انتهجتها هذه الدُوَل وهدفت فيما هدفت إلى شيطنة قطر وتشويه دورها، التشهير والنيل من السيادة القطرية، اتهام قطر بدعم الإرهاب، الإساءة إلى الشعب والرُمُوز، التصعيد لفرض الوصاية، قال الله تعالى في سورة (ق): «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ? وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)». إنَّه وكما أشرتُ آنفًا جاءَ الردّ من قِبَل الإعلام القطري بجميع وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية؛ مُرتَكِزًا على الالتزام بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وتقديم الأخلاق على الخلاف، الالتزام بالعادات القطرية الأصيلة، التَرَفُّع وعدم الردّ على الإساءات، والبُعد عن الشتائم والمهاترات والخوض في الأعراض، التحَلِّي بالمسؤولية وتقديم الحقائق، إنَّ الإعلام القطري لم يكن يومًا مُرتَزِقًا أو مُرتشيًا أو كاذبًا أو مفبركًا أو بذيئًا.
وخِتامًا، يمكن القَولُ بِحقّ: إنَّ الدعاية والحرب الإعلامية صارت أهم الاستعدادات الحربية، حيثُ تُعَدّ اليوم جزءًا رئيسًا من المجهود الحربي، فهي كما يقول (تايلور) قذائفٌ من الكلمات التي تُختار بعناية، وتُصاغ بحسابٍ دقيق، مُستهدفةً تشكيك شعب دولة العدو وجنوده في قضيتهم وهدم ثقتهم بقيادتهم، وحكومتهم وفي قدرتهم على تحقيق النصر، لكن هيهات أن يتحول هذا السعي الشيطاني إلى قصف العقول والوجدان إلى حقيقة كائنة، فالعقولُ والألباب هنا مستنيرة بفضل الله تعالى، فالوجدان والعقل هُنا متحدّان ونفوسُنا أقسمَت على أن لا تُباعَ الذِمم ولا تؤجَّر العقول وألا تغيب الوطنية الحقّة تجاه الأمير والوطن.
@KHAWLAMORTAZAWI

بقلم : خولة مرتضوي
copy short url   نسخ
22/09/2017
2836