+ A
A -
ما أن ينجح كتاب معين حتى تتسابق الأقلام لمحاكاة الموضوع الذي جاء فيه وتظهر عشرات الكتب المقلدة.حين نجح كتاب ظهور الإسلام لأحمد أمين غير عدد لا بأس به من المشاهير في عالم الكتابة مسارهم واتجهوا للكتابة الدينية وعلى رأسهم عباس محمود العقاد. فكتب عبقرية محمد والصديق وعمر وعلي والمسيح.وبعد جورجي زيدان ظهرت الروايات التاريخية الإسلامية. وبعد نجاح رواية ذهب مع الريح ظهرت مؤلفات كثيرة تتحدث عن الحرب الأهلية من خلال قصة حب لكنها لم تحظ بالضجة ولا الشهرة التي حصلت عليها مرغريت ميتشل وكتابها.ثم ظهر الجزء الثاني من الرواية ويحمل اسم سكارليت للكاتبة الكسندرا ريبلي وبموافقة ورثة مرغريت.وواكب نجاح هذه الرواية رواية أخرى كتبتها فتاة سوداء تدعى أليس راندل.وروايتها تحمل اسم الريح التي ذهبت.وفي حين حرصت مرغريت على إظهار الرجال الجنوبيين نبلاء وفرسان ويتمتعون بأخلاق عالية والنساء الجنوبيات جميلات قويات الشخصية
وراقيات.فان أليس لم تكتف بعكس اسم القصة وإنما عكست كذلك شخوص القصة.وانتقمت بعد خمسة وستين عاما من تهميش دور السود في الرواية الشهيرة وإظهارهم بمظهر الحمقى.والكاتبة حرصت على ان تتقيد بالمكان والزمان والاسماء والاحداث ولكن كتبت روايتها من وجهة نظر العبيد أو من كان يطلق عليهم عبيدا آنذاك.في الرواية الجديدة تظهر شخصية سينارا الملونة وهي الأخت غير الشقيقة لسكارليت.ووالدتها الخادمة السوداء مامي والتي قامت ببطولتها هاتي مكدانيل في حين رفض معظم الممثلين السود المشاركة فيه لأنه يحتوي على نبرة عنصرية واضحة كل الوضوح.في الرواية المستنسخة يقع ريت بتلر في غرام سينارا التي تفوق سكارليت جمالا ونبلا وتقوم الأخيرة بما عرف عنها من دهاء وتصميم بمحاربتها بشتى الطرق..الطريف ان عائلة الكاتبة الأصلية رفعوا دعوى ضد الكاتبة السوداء..يطالبون بمنع الكتاب وبتعويض مناسب.وساهم هذا في رفع حجم المبيعات وفي إعادة الاعتبار لأهل الشمال.

بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
26/09/2017
3245