+ A
A -
نَتألم عندما تُشْقِينا الحياة، فنُفْرِغ حقيبةَ الذكريات بحثا عن أحلى الأوقات، الأوقات التي مَرَّتْ، وما مَرَّتْ..
نَتجرَّع كأسَ دُنيانا، الكأس الْمُرَّة، ويَتوسَّلُ كُلّ مِنّا عُمْرَه، يَتوسله أن يُمهِلَه شيئا مِن الأيام التي لا تُكَذِّبُ نُبوءةَ الشَّهد والعسل كما يُرَوِّجُ لها عَرَّاف حَكيم يُسَمَّى الإِحساس..
في قَلْبِ كُلّ بيتٍ تَكبر شجرةُ حُزن باسقة.. وعلى غُصن يُعْوِزُهُ الدِّفْءُ يَسْكن طائر مَذبوح ليس سوى قلبِكَ المجروح..
أنتَ وأنا، كِلانا يُنازِلُ الزَّمَنَ، يُنازله بسيف خشبي لَمْ يُرْضِ فُتوحاتِ دونكيشوط على أمواج خيال سيرفانتيس..
أنتَ وأنا قَبِلْنَا أن تَخِزَنَا شوكةُ الحنين إلى جَمال الماضي الدفين بين ضُلوع تَبكي طيورُها في صمتٍ كلما زَمْجَرَتْ عواصف الْحُلم قبل أن يُخْرِسَ ألْسِنَتَها مَطَرُ النسيان..
السقوطُ عنوان لمعركتك مع الزمن، وأين هذا يا مَن لا تَقولُ «لماذا»؟! في ساحةِ حياةٍ تَكفر بالنبوءات، حتى لو كانت هذه النبوءات تَنبعِث من القلب، القلب الذي لا يُؤْمِن بغير النهايات مهما لَوَّنَ الوهمُ بفُرشاتِه الكاذِبة أبوابَ البدايات..
نَشيخُ قبل أن تَتَفَتَّحَ أوراق وَردة الطفولة، وتَسقط أسنانُ أحلامنا، أحلامنا الصغيرة جدا، قبل أن تُغادِرَ حُمْرَةُ الْخَجَل خُدودَنا ونَحْنُ على مشارِف مدينة الأَمَل.. يااااااااه! أهذه هي مدينة الأَمَل التي لَوّنَّاها في مَدْرَسَة الطفولة بلون البحر والسماء؟!
بِقَدْر ما نَنْبض نبضات الْحُبّ ها هي تَرْحَل عنّا عصافيرُ القَلب..
نُسافِر في ليل الشوق إلى الأَمْس الذي كان، فَلا نَجِد سوى أعشاشٍ باردةٍ.. أعشاش مُستَحيل أن يَفقس فيها بَيضُ الْحُبّ ونحن نَخوض الْحَرْبَ تلو الحرب بحثا عن شيء مِن الْحَبّ.. الْحَبّ الذي بَعيدا عنه تَنكَسِر سيقان الْحُبّ وأَضْلُعه..
في غابة الحياة جَرِّبْ أن تَنسى أنكَ إنسان..
في بُحيرة الدموع جَرِّبْ أن تُطْفِئَ نارَ رغبتكَ في الْمُضِي إلى بلاد اللامجهول لِتَشتعل الرغبةُ في البقاء أكثر فأكثر..
في قَفَص العزلة ارْبِطْ أحلامَك بوِثاق لا يُخْطِئُهُ قَدَرُكَ، وامْضِ حُرّاً إلى حيث لا شيء يَنبض سوى عقارب ساعة الرحيل..
نَافِذَةُ الرُّوح:
«زَمَن أسود هذا الذي يَكفر فيه الْحَبُّ بالْحُبّ».
«جَرَّبْنَا أثوابَ الحياة، فَضِقْنا، وقُلْنا: ما أحلى أن نَمضي عُراة!».
«لا شَيء يَستَدْعي دُموعَكَ أكثر مِن صَحوة القَلْب بعد فَوات الأوان».
«بين كافِ الخِطاب ونُون النِّسوة مَسافةُ جَحيم».
«عِشْ فارِغاً مِن سِوَاكَ تَنْجُ».
«ما أَرْوَع أَنْ أُجالِسَ القَمَرَ في حَفل راقِص تَعْزِفُ النجوم مُوسِيقاه وتَتَمايَلُ مُنْتَشِيةً».
«في مَدْرَسَةِ القَسْوَةِ نَنْسَى كُلَّ دُروس الْحَياة».

بقلم : د. سعاد درير
copy short url   نسخ
28/09/2017
3360