+ A
A -
خلال رئاسة بوش الابن أي في العام 2008 أعلنت إيران عن اختبارها صواريخ بعيدة المدى مثل «خرمشهر» وكذلك «سجيل»، وكان من المفترض أن تبدأ إيران مرحلة إنتاج الصواريخ بعد نصف عام من التجارب لكن فيما يبدو هناك تأخير حوالي ثماني سنوات.
ما يلاحظ في التجارب الصاروخية الإيرانية هو طول الفترة بين مرحلة التجارب والدخول إلى مرحلة الإنتاج، وربما يكون تفسير ذلك هو الاستمرار في عملية تطوير الصواريخ من حيث المدى ومن حيث الدقة في الإصابة، وكذلك القدرة على حمل زيادة الحمولة المتفجرة للصاروخ، من هنا يمكن القول إن خرمشهر الذي تم اختباره في سبتمبر 2017 قد يكون معدل عن جيل آخر من الصواريخ مثل «عماد» أو «شهاب 3» من حيث الشكل ووزن الحمولة وتحسين انسيابيته لضمان دقة في الإصابة. مثل هذا التقييم تذهب إليه أجهزة الأمن الإسرائيلية ومعها الأميركية. عادة تأخذ عملية التطوير وقتاً وفق الشركاء الذين يعملون مع إيران حيث يعتقد أن كوريا الشمالية وأوكرانيا لهما دور في تطوير أو تزويد إيران ببعض الخبرات في تطوير الصواريخ.
تعيد التجارب الصاروخية الإيرانية الحديث حول القدرات العسكرية الإيرانية وكدلك الحديث عن القدرات النووية، وتذكر بما يطلق عليه المخالفون للاتفاق النووي بالخلل في الاتفاق النووي لهدم تضمنه فرض محدودية على القدرات الصاروخية الإيرانية. كل هذا يعيد الجدل السياسي حول عدم كفاءة الاتفاق النووي وهو ما أشير إليه من بعض الزعماء وضرورة مراجعة الاتفاق وتضمينه ما يحد من تطوير إيران قدراتها الصاروخية.
ثمة توتر واضح متصاعد في علاقة إيران مع الولايات المتحدة بشكل خاص، توتر يلعب دوراً في تعقيد تنفيذ الاتفاق النووي، ويدفع إلى تأخير استفادة إيران من خطوة رفع العقوبات الذي جاءت بموجب التزامها بتنفيذ الاتفاق النووي، وهذا يقود إلى تبعات اقتصادية تلقي بظلالها على المشهد الداخلي.

بقلم : محجوب الزويري
copy short url   نسخ
29/09/2017
2546