+ A
A -
‎البداية:
‎في العطاء تعلّم وزن الأشياء وثقلها.. فليس كل شخص يستحق تضحياتك.. وعطاءاتك.. فتأمل قبل أن تتألم
‎من أرشيف الجامعة.. وذاك المجتمع الغريب.. لا أعلم سبب تذكري لتلك التي حطمتها صدمات العطاء.. حتى علِمت أن الإحسان يجزى بالجحود والنكران .
‎كانت تزاملني بالكلية..
‎متوسطة الجمال ولكن بساطتها جعلتها الأجمل،
‎هي الوحيدة التي تبادر بالسلام على الجميع
‎ ماعهدنا منها إلا الخير والكلمة الطيبة وكوننا في مجتمع
‎محافظ فعلاقتنا اقتصرت بحدود الدراسة والسلام فقط..
‎قبل التخرج بشهر.. وبعد سنوات من الكفاح بكلية الحقوق.. تغيرت..
‎ما عادت مشرقة كالسابق.. وماعدنا نسمع صوتها الحيوي يتغنى برقيق الصباحات حتى ممرات الكلية افتقدت صدى وجودها.. انطوت.. وانعزلت.. وسط استغراب من الجميع.. فماذا حصل؟!
‎سألتها وكأنها كانت تنتظر أحدًا ينتشلها من ظلام الكتمان لتشتكي من غدر كل من أخلصت لهم..
‎تقول:
‎ «تلك» التي أهديتها بعيد ميلادها أجمل الهدايا وأغلى العطور تُهمشني اليوم ومن بين خمسة اتصالات تجيب على آخرها غير آبهةٍ باهتمامي وحبي لها كوننا أصدقاء..
‎و«تلك» كنت أكثر من وقف معها في مرضها ولم أفارقها بالمستشفى وبعد حين ردت طيب مواقفي بالجحود واللامبالاة..
‎حتى «تلك» التي كنت أشتري لها الهدايا بغير مناسبة لا تحشم قدري ولا تبادلني المحبة..
‎ووسط زحام الأنين قاطعتها.. كل من سبق وذكرته وحدك المسؤولة عنه.. لا هن.. فمن يعط كثيرًا يندم كثيرًا
‎طبيعة النفس ما إن تجد من يهتم بها تبادره بالتهميش إلا ما ندر.. فالغالبية يُفسر حب الناس له على أنهم لا يستطيعون العيش من دونه فتجده يُعظم ذاته وتتضخم رؤيته لنفسه فلا يبادل الاهتمام والحب بالمثل بل يتفنن بلعبة الغياب واللامبالاة .
‎وأمثالهم لا بد من معاملته بالمثل ليعرف حجمه وحقيقته وعلينا ألا نعامل الكل معاملة واحدة بل يجب أن نعطِي كلاً حسب ما يستحقه..
‎«عليك أن تتوقف عن عتاب مستمر لشخص لا يهتم بك، سكوتك قد ينبهه أكثر من عتابك فمن ينم على صوت المكيف يوقظه سكوته»..
‎لا أحد يستحق أن ترهق تفكيرك به
‎فمن يردك لذاتك فلن يخذلك أبدًا
‎ومن يحترمك فسيُعطيك قدرك ومكانتك،
‎لا تحزن على من كان يعني لك كل شيء واكتشفت أنك لا تعني له شيئا
‎لا تحزن إن تبدّلت مكانتك في قلب من كان يحبك وعليك التعايش مع الواقع ومحاولة الانشغال عنه فكثرة العتاب لن تعيدك لقلبه.. والأيام كفيلة بأن تنسيك تعلقك الشديد به ومع الوقت سيصبح شخصا عاديا.. كما أنت في نظره وهذا ميزان القلوب..
‎ لا تحزن.. أنت لم تخسره.. أنت فقط كسبت نفسك أمامه
‎نعم قد يكون مؤلما ذاك الشعور ولكن الأكثر ألمًا أن تُعلّق حياتك بمن لا يهتم بك..
‎ابتسم.. والتفت لتلك القلوب التي تحبك.. واشغل وقتك معها.. واحفظ هذه المعادلة في علاقاتك:
‎على قدر الاهتمام أعطِ المحبة..
‎ وكلما دفعك الشوق والحنين تذكر أنه انشغل عنك بغيرك وحينها قرر إما أن تقبل بأن تعيش بهوامش من تحب أو أن تحيا بعناوين من يحبونك.. فذاك جعلك بأسفل صفحات الأهمية وأولئك توجوك في أعلى صفحاتهم.. ولك القرار..
‎ومضة.. من نافذة الأمل:
‎علينا أن ننخل قائمة الأسماء في حياتنا وأن نعيد ترتيب مواقع البشر في علاقاتنا وكلٌ حسب مكانته وقدره،
‎مهما كان القرار صعبا وقاسيا ولكن هما كفَّتا ميزان ويجب المعاملة بالمثل لنتساوى ونتّزن
‎فالحياة أجمل من أن نختزلها بأشخاص لا يهتمون بنا..
‎إضاءة:
‎وعلى أنين الذكريات أسأل:
‎لماذا الناس في البدايات أجمل..؟
‎آخر السطر:
‎بسيطة يا فهيد.. من لا يعدك ربح «ماتعدهوش» راس مال.
بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
16/05/2016
2241