+ A
A -
يبدو أن اختراع الروس لمصطلح «مناطق التهدئة» في سوريا لم يكن سوى خدعة لكل الأطراف التي صدقته للتغطية على مخطط التوحش والإجرام الروسي الذي أعقب ذلك لاسيما في الغارات الجوية التي أصبحت تستهدف كل مكان لا يقع تحت سيطرة النظام في سوريا، وأصبح من الواضح أن هذه الجرائم التي يرتكبها الروس ليس هدفها التدمير والتخريب والقتل فقط وإنما تجريب كل أنواع الأسلحة الروسية الجديدة في ساحة مفتوحة دون حساب أو عقاب أو مساءلة، فقد سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن صرح بأن سوريا أصبحت ساحة تجريب هائلة للأسلحة الروسية الفتاكة التي أصبحت روسيا تقوم بتصوير آثارها ثم تروج لبيعها حيث أصبح كثير من الحكومات العربية تتهافت علي الأسلحة الروسية التي يستخدمها الروس في تدمير سوريا وقتل وتشريد وحرق الشعب السوري بكل أنواع الفوسفور والأسلحة المحرمة دوليا، والعجيب أن أيا من هذه الدول التي تركض باتجاه روسيا لعقد صفقات شراء السلاح لم تسع على الاطلاق للضغط على الروس حتى يوقفوا جرائمهم البشعة بحق سوريا وشعبها، بل ربما يقوم سماسرة السلاح بعرض الأفلام للطائرات الروسية وهي تقوم بتدمير الأهداف المدنية وحرق القرى والمدن السورية على المشترين الذين لا يخفون إعجابهم بما تقوم به هذه الأسلحة الفتاكة ضد الشعب السوري بعدها يوقعون الصفقات التي لا يعرف أحد حتى الآن هل سيستخدمونها هم الآخرون ضد شعوبهم أم ضد من؟ لاسيما وأن إسرائيل أصبحت لدى معظم الحكومات العربية صديقة يطلب ودها ويتغزلون بها بالليل والنهار، كما أنهم لم يطلقوا عليها في الأساس طلقة واحدة منذ عقود بل إنهم يعادون حركة المقاومة حماس لأنها تعادي إسرائيل، وعدو صديقتهم إسرائيل أصبح عدوهم.
المشهد في سوريا أصبح للطيران الروسي بامتياز حيث أصبحت الأخبار الأساسية من سوريا الآن هي عدد الطلعات الجوية الروسية والأماكن التي يقصفها الروس في سوريا وأنواع الأسلحة الحديثة التي تختلف مع كل طلعة جوية وكل عملية قصف وتدمير تحصد من المدنيين الضحايا علاوة على عملية تدمير المدمر مما تتبقى من قرى السوريين ومدنهم.
حينما تابعت إعلام بوتن وهو يفخر بطلعاته الجوية التي يدعي فيها تصفية ما يطلق عليهم الإرهابيون ثم أطالع الصور التي تأتي من ميدان الأماكن التي يدمرها الطيران الروسي لا أرى إلا صور أطفال ونساء ورجال كبار في السن وقد تم قتلهم واستخراج جثثهم من تحت أنقاض المنازل، أما ما يدعيه بوتن وإعلامه من أنه يقوم بتصفية الإرهابيين فهو تماما مثلما كان يدعيه الأميركان وهم يقصفون قرى أفغانستان والعراق من أجل تدميرها وقتل شعبها لأن من يسميهم النظام إرهابيين كانوا في الجبال لكنها ذريعة للحقد التاريخي الأسود في قلوب الروس والأميركان ضد شعوب المنطقة من المسلمين.
بوتن يريد أن يرسخ وجوده في سوريا من خلال الجرائم التي يرتبها ويريد أن يسوق الأسلحة الحديثة لديه من خلال استخدامها في سوريا كأرض واقع وليست أرض مناورات عسكرية ليرى المشترون من العرب كيف تفعل أسلحته بإخوانهم وبلادهم، إنه عصر بوتن وترامب....... والحكام العرب؟!!

بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
10/10/2017
5758