+ A
A -
قصة مسمار جحا..
جحا باع بيته لرجل، وباعه بسعر بخس جدا، لدرجة أن الرجل اشترى البيت بلا أي تفكير، ولكن جحا قال للشاري:
إن في البيت مسمارا دقته أمه في جداره، ولذلك له ذكرى عزيزة، فاشترط جحا على صاحب البيت ألا يزيل هذا المسمار من الجدار أبدا، وأن يسمح له بزيارته بين الحين الآخر.
توافق الطرفان على السعر وكتبوا الشرط، وباع جحا البيت.
فصار جحا يأتي للرجل كل يوم من أجل زيارة مسمار أمه،
تحمل الرجل شهرا،
شهرين،
ثلاثة أشهر،
وجحا لا يزال كل يوم يزور مسماره، والرجل لا يستطيع أن يمنعه لأنه اشترط...
حتى ضاقت الحيل بالرجل، ومل وزهق وترك البيت والمسمار والمال الذي دفعه فيه كله لجحا.
العرب وضعوا في جدار الحضارة الإنسانية والتقدم البشري مسمارا، مسمارا واحدا، وضعوه كمساهمة مثل أي حضارة أخرى ساهمت بشيء يسير.
لكن العرب– من فقرهم للإنجازات– ذلوا أم الغرب بهذا المسمار الذي وضعوه..
ليس بعين العرب كل تلك الثورة العلمية الهائلة الموجودة الآن، لأنهم يعتبرون أن كل ذلك لم يكن ليتم لولا مسار أبيهم العربي الأول..
مل الغرب منهم ومن منتهم،
زهقوا،
كرهوا كل شيء،
وربما سيعملون ما عمل صاحب جحا،
فيتركون كل شيء للعرب ويرحلون،
لكن المشكلة أن العرب لا يعرفون كيف يشغلون التليفزيون من غير ريموت كنترول..
فكيف سيديرون كل هذه الحضارة والعلم وهم لا يمتلكون من مساهمة فيها غير مسمار جحا!
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
15/10/2017
5340