+ A
A -
فلق جمجمتي من كثرة ما يفتخر بانتصار حرب أكتوبر...
نحن فعلا أمة عجب،
أمه جائعة لأي لقمة انتصار،
أو شربة ماء عزة وتمكين،
أو حتى نسمة هواء كرامة..
قلت له:
نحتفل احتفالات سنوية بنصر ستة أكتوبر،
واتخذنا يومه عيدا سنويا،
وصنعنا له أكبر كبري فيك يا مصر،
وأسمينا على اسمه أبناءنا وبناتنا،
ونظمنا فيه الأشعار والملاحم الوطنية،
وصممنا له الرقصات،
ولحّنا وغنينا عنه الأغاني والأناشيد،
واشغلنا شارع الهرم أياما وليال من أجله غناء ورقصا وتنقيطا،
وندرس تاريخه في أكاديمياتنا الحربية.
ولكن فعليا... ماذا حققنا في ستة أكتوبر؟
هل صنعنا القنبلة النووية ودخلنا بها نادي النوويين؟
هل كسرنا أنف إسرائيل وأخرجناها مهزومة من فلسطين، ونصف جنود إسرائيل أسرى اليوم في جناح خاص في أبو زعبل؟
هل أسسنا جيشا عسكريا على أعلى مستوى من التسليح والتدريب والهيبة التي جعلتنا من الدول العظمى؟
هل تعلمون ما الذي حققناه في ستة أكتوبر؟
استعدنا السيطرة على المجرى المائي لقناة السويس وهي في الأصل «سويسنا»
واسترجعنا جزءا من شبه جزيرة سيناء، وهي في الأصل «سيناؤنا».
وهذا كل شيء،
بينما الجزء الأكبر من سيناء استرجعناه حين وقعنا السلام المذل مع إسرائيل.
رغم ذلك،
أنا احتفل مع الجميع بانتصار ستة أكتوبر،
لأننا لا نملك غيره ضد إسرائيل للأسف.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
24/10/2017
2889