+ A
A -
يقول مسؤولو المنظمات الدولية المعنية بمراقبة انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة المعروف اختصارا باسم «الإيدز» إنه مقابل كل حالة معلنة أو مسجلة رسميا هناك ما بين 5 و7 إصابات لم تشخص حتى الآن، إما لأن أصحابها لا يعلمون بإصابتهم أو لأنهم يخشون من العواقب الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بكشف إصاباتهم.
وعندما تعلن وكالة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز أن عدد المصابين في الدول العربية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد وصل عتبة نصف المليون شخص وهو رقم قد لا يعكس الحقيقة على الأرض. وعندما تقول الإحصاءات إن نسبة الإصابات في الشرق الأوسط ارتفعت بنسبة 66% مقارنة بالعام 2005 مقارنة بانخفاض إجمالي الإصابات العالمي بنسبة 33% عن نفس الفترة فإن هذا يعني ببساطة أننا أمام تحد بالغ الخطورة خاصة إذا ما أخذنا في عين الاعتبار أن المصابين في هذه المنطقة قد يكونون الأقل رغبة في كشف إصاباتهم لاعتبارات عديدة يعلمها الجميع.
الإيدز لم يعد كما كان في الماضي، مشكلة الغير، أفارقة كانوا أم آسيويين أم أوروبيين، إذ أن نصيبنا ممن يجري الفيروس في دمائهم، خاملا كان أم نشطا، وصل حدود الخطر ما ينبئ بكارثة قد تساهم في صياغتها الاضطرابات والنزاعات التي تعصف بعدد غير قليل من دول المنطقة.
في الهند والصين كان هناك حتى سنوات قليلة خلت تكتم شبه تمام على أعداد المصابين وكانت الأرقام التي يتم الإعلان عنها لا تتوافق مطلقا مع منطق الأمور والممارسات الاجتماعية السائدة في هذين البلدين إلا أنه تبين لاحقا وبعد أن اعتمدت حكومتا البلدين سياسات أكثر انفتاحا أن هناك نحو مليوني مصاب في الهند وما بين نصف مليون ومليون مصاب في الصين، ورغم الجهود التي تبذل في هذين البلدين وغيرهما إلا أن أرقام المصابين الجدد تنبئ بأن المعركة مع هذا الوباء لا تزال في بداياتها.
لقد أدركت عدد من الدول العربية خطورة هذا الوباء وحاولت التعامل معه بجدية عبر برامج وقاية وعلاج مختلفة إلا أن المشكلة الرئيسية تكمن في أن الوعي الشعبي لا يزال قاصرا في كثير من الأحيان عن استيعاب الأبعاد الكارثية لتفشي وباء الإيدز. ومما يزيد من تعقيد المشكلة أن الكثيرين مازالوا ينظرون إلى الإيدز من منظار ثقافة العيب ويتعاملون مع المصاب بشيء من الازدراء والاحتقار بسبب الفكرة السائدة حول ارتباط الإصابة بالمرض بالممارسات الجنسية غير المشروعة وهو أمر يحول دون تحقق الشفافية المطلوبة والتي لا يبدو أن محاربة المرض ستكون متاحة بدونها. المطلوب اليوم هو استخدام جميع الوسائل بما فيما وسائل التواصل الاجتماعي التي تصل إلى شريحة عريضة من الشباب لوضع استراتيجية واضحة تراعي الخصوصية التي تتمتع بها المجتمعات العربية!

بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
25/10/2017
3092