+ A
A -
قصة ميانمار (بورما) واسرائيل، هي قصة 64 عاما من التاريخ الملوث بدماء مسلمي الروهينغا. ويقيننا ان جميع الذين يظنون ان اسرائيل دولة، سيخرجون من هذه القصة الموجزة، مقتنعين بأن الموسسة العبرية عصابة ترتدي ثوب دولة غير شرعية بلغ مدخولها 305 مليارات دولار عام 2014، جاء ربعه من ارباح مبيعاتها العسكرية والامنية.
بدأت العلاقة بين بورما واسرائيل منذ عام 1953 عندما زار الرئيس البورمي «أو - نو» تل ابيب ليشتري 30 طائرة هجومية صغيرة من طراز «ستبفاير»، ثم تطورت العلاقة لشراء مائة دبابة اسرائيلية ومعدات ثقيلة وسفن حربية في السنوات الاخيرة.
بعد زيارة «أو - نو» قدم الى العاصمة رانغون ديان وبيريز قبل ان يصعد نجماهما في عالم الإبادة، ثم زارها ديفيد بن غوريون، لتتكرس منذ ذلك الحين علاقة تحالفية كشفت صحيفة «هآرتس» أمس بعض جوانبها عندما قالت إن اسرائيل ما زالت تبيع السلاح الى بورما رغم ان الولايات المتحدة وأوروبا منعتاه عنها بسبب ذبح المسلمين الروهينغا على يد النظام البورمي.
لم تُجْدِ النداءات، فإسرائيل قائمة جزئيا على كونها المورد الرئيسي بالاسلحة للنظم المارقة والمجموعات المتمردة، ليس فقط لسبب جوهري ظاهر وهو جني ارباح هائلة عبر مضاعفة السعر جراء العقوبات الدولية.
فإسرائيل تحولت عبر سياستها التسليحية التي ينفذ معظمها بتكتم، الى مزود يُعتمد عليه للدول المعزولة او الحاضنة للارهاب، والمجموعات الخارجة عن القانون، والانفصاليين في اي مكان.
وكما هو معروف فإن اسرائيل التي حولت بورما الى مستعمرة غير معلنة، كانت المزود والحاضن لجيش لبنان الجنوبي العميل، ولحكومة جنوب افريقيا العنصرية، وهي التي سلحت اثيوبيا ضد السودان وإريتريا ضد اليمن والسنغال ضد موريتانيا وبورما ضد المسلمين، كما سلحت حركات انفصالية في كردستان وكتالونيا، وحركة الكونترا وغيرها في اميركا الجنوبية، وعشرات التنظيمات الافريقية المناهضة لحكوماتها.
دقت اسرائيل أوتادها في بورما لاستعمالها كمنطلق نحو الدول الآسيوية الفقيرة لتغذية تطلعاتها السياسية وإقناعها باستخدام السلاح لتحقيق مآربها. كما اتبعت طوال الوقت أساليب تقوم على انتهاك شروط وقيود تصدير الاسلحة المتبعة دوليا، وبيعها بأسعار خيالية الى المتمردين والارهابيين.
وكما كشفت مواقع الكترونية اسرائيلية، فقد اصبحت البنادق والرشاشات الاسرائيلية من طرازيْ عوزي وسلتام ركيزة اساسية للجيش البورمي الذي يستخدمها في ذبح المسلمين.
ونشير في النهاية الى تفاصيل حول زيارة قام بها الجنرال البورمي «أونغ هلينغ» الى تل أبيب والتقى رئيس الاركان الاسرائيلي، حيث تم الاتفاق على صفقة لشراء سفن حربية، وتدريب الجيش البورمي على أيدي ضباط اسرائيليين كبار.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
25/10/2017
2855