+ A
A -
الحمدُ للهِ ربّ العالمين، سيخرُج إلى النور قريبًا إصداري الجديد؛ كتاب «الخروج للداخل» المُتمخِّض من أُتون الحصار الجائر على قطر، حيثُ ستقوم مشكورةً دار روزا للنشر وهي دار قطرية، بطباعة الكتاب ونشره وتوزيعه للقراء في داخل قطر وخارجها. ويعدّ ذا الكتاب هو إصداري الثاني في عالم النشر بعد كتاب «ريشة حبر» الذي صُدر العام الماضي، تحديدًا في شهر أكتوبر وضمّ في دفتيه 45 مقالًا أدبيًا وعلميًا تناول في موضوعاته مختلف مجالات تخصصي واهتمامي في الإعلام الجديد ومقارنة الأديان والواقع الاجتماعي المحلي والدولي، ويجيء الإصدار الثاني الذي حمل عنوان «الخروج للداخل» كنتيجة حتمية لفترة استثنائية يمرُ فيها وطني قطر، حيث تمخّض عن هذه الأزمة تشكيل نوع جديد من الأدب يسمى بأدب الحروب والأزمات وهو نوعٌ من الأدب الذي ينشأ عادة بسبب عدد من الأزمات والتحديات التي يمر بها الإنسان في وطنه أو في الأوطان المجاورة، فالموضوعات الواجب تناولها في هذه الفترات الحرجة من تاريخنا الإنساني والوطني تختلف اختلافًا جذريًا عن موضوعات الكتابة في حالة السلم والأمان، فالكاتب هو ضميرُ المجتمع، وليس عليه في كل الأحيان أن يتغنى بأحلامه وثرثرة دواخله مستخدمًا ذخيرته التعبيرية وحجته الشخصية، بل واجبه أن يلتفت بشكلٍ أساسي لقضايا واقعه وأن يحاول في هذه الالتفاتة أن يجد لواقعه حلولًا حقيقية تُخرجه مما هو فيه في أسرع الآجال.
عزيزي القارئ، إنَّ أدب الحروب والأزمات الذي تكوّنَ مؤخرًا لدى الكُتّاب في قطر، شكّل للونٍ جديد من الكتابة السياسية الجادّة التي حاولت أن تقوّض الهوّة التي اختلقها أنصاف الكُتّاب وأنصاف الأكاديميين وأنصاف الإعلاميين في دول الحصار، حيث خرجت قطر بعد هذا الحصار الجائر بمكاسب كُبرى، ولعلّ أبرزها هو اصطفاف طابورها النخبوي؛ الإعلامي والأكاديمي مع الحق والفضيلة والمثل الأخلاقية، والحمدُ لله تعالى خرج إلى النور مؤخرًا إصداري الجديد «الخروج للداخل» بعد مخاضِ كتابةٍ طويلة بدأ من مايو وانتهت مطلع أكتوبر الجاري، وناقش الكتاب في شقّي «المقالات والتغريدات» عددًا من القضايا السياسية والوجدانية التي تعرضت لحصار قطر الغاشم من قبل أشقائها الخليجيين والعرب، في محاولة كتابية استراتيجية، حاولتُ فيها عبور السطح إلى العمق لما يحدُث من تحولاتٍ كبيرة وخطيرة في المجتمعات الخليجية والعربية منذُ الأعوام الأخيرة، محاولةً الغوص في محيط التحولات السيسيولوجية السيكولوجية التي تمرّ بها هذه المجتمعات والشعوب، حيثُ قدّمتُ لانعكاسات هذا الحصار على مختلف ضروب الحياة سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، مع تقديم عدد من التحليلات والحلول والدعوة المتكررة إلى الصلح وتحكيم قيمة الأخوة الحقّة التي تقتضيها روابط الدين والمصاهرة والتاريخ والمصالح المشتركة، كما تضمّن الكتاب عددًا من القضايا التي تعالج جوانب اهتمامي الإعلامي والبحثي في مجالات الإعلام الكلاسيكي والإعلام الرقمي الجديد ودنيا الأديان ومشاهداتي لعددٍ من القضايا والظواهر الاجتماعية والسلوكية في الداخل والخارج.
إنَّ أدب الحروب والأزمات في صيغته الجديدة التي بدأت تتشكّل ببطء ابتداءً بالربيع العربي ووصولًا إلى أزمة الخليج الكبرى، عليه أن يَنفَذ إلى القضايا الحقيقية التي يُعاني منها المجتمع، ويُعبِّر عنها بحرفيَّة وصدق دونَ تهافتٍ أو ادعاءاتٍ باطلة، وأعتقد أنَّهُ من الضرورة أن يتم قراءة مثل هذا الأدب في وقته وزمانه وذلك لإحداث التأثير اللازم الذي هدف منه في العمل الأدبي ابتداءً.

بقلم : خولة مرتضوي
copy short url   نسخ
27/10/2017
2684