+ A
A -
سألْنا رئيس هيئة أركان الجيوش الاميركية المشتركة الجنرال «جو دانفورد» في مقال الأمس: «إلى أين نحن ذاهبون بعد ان أخبَرْتَنا أن داعش يعمل بعد فقدانه دولة الخلافة المزعومة في سوريا والعراق، على إقامة مركزيْ استقطاب للتنظيم في جنوب شرق آسيا وإفريقيا»؟!!
سنظل نوجه هذا السؤال على خلفية خروج «دانفورد» من كواليسه الحربية ليزف لنا نذير الشؤم الذي يبرهن على عجز التحالف الدولي الذي أنشأه أوباما لمحاربة داعش، عن استشراف المستقبل ورؤية التنظيم وهو يتمدد ويتحول كوحوش الخيال العلمي إلى ثعابين فولاذية تنفث السموم الخارقة.
تكمن قاعدة المعضلة التي وجد دانفورد وجنرالات العالم أنفسهم في مواجهتها، في أن تَحَوُّلَ داعش كان متوقعا، وكذلك إقامة مراكز كبرى كان يجهزها منذ سنوات في آسيا وإفريقيا كتعويض عن فقدان مواقعه الشرق أوسطية، إذا حدث ذلك. وها هو يحدث.
لم يتحدث الجنرال دانفورد عن التفاصيل ولا عن بدائل محددة للرقة والموصل، لكنه وعدنا بالأسوأ، وبقلاع جديدة سيقيمها داعش في جنوب شرق آسيا وإفريقيا.
وتوقعنا الأسوأ نحن ايضا عندما خبرنا عن اجتماعه مع جنرالات من 75 دولة - تصوروا العدد - للبحث في مواجهة تهديدات داعش المستجدة، طالبا من البنتاغون إرسال قوات أميركية على وجه السرعة.
نتطرق اليوم الى داعش في جنوب شرق آسيا، ولكن من أين نبدأ والمعلومات الخطيرة طاغية؟ لعله من المناسب أن نشير أولا الى تحذير وجهه وزير خارجية ماليزيا في خطاب أمام الأمم المتحدة عندما قال ان الأوضاع المخيفة لمسلمي الروهينغا في بورما تجعل تلك الدولة أرضا خصبة لداعش، معلنا ان شرطة ماليزيا اعتقلت مئات المواطنين المشتبه بهم، وتلاحق خلايا داعشية نفذت عمليتين ارهابيتين في كوالالمبور.
أما جنوب الفلبين المقر الأوفر حظا للدولة الداعشية المقبلة، فقد أصبح من أهم الملاذات الإرهابية في العالم، في غمرة اعتراف المخابرات الفلبينية بأن مقاتلين دواعش أتوا من الخارج مؤخرا لمحاربة جيوش المنطقة، ومن بينهم ماليزيون وإندونيسيون وسعوديون وشيشانيون ويمنيون وهنود ومغاربة.
ونسألكم: هل قرأتم عن معركة «ماراوي» المدينة الوحيدة ذات الاغلبية الاسلامية في جزيرة «مندناو» الجنوبية؟ شهدت هذه المدينة ذات المائتي ألف نسمة حربا وحشية بين الجيش وداعش قتل فيها المئات ودمر 80 ? من المدينة وشرد معظم أهلها في الشهور الأخيرة.
وهل سمعتم قائد الجيش الاندونيسي الجنرال «جاتوت فورمانتو» وهو يعلن في 12/6 الماضي عن وجود خلايا داعشية نائمة في كل محافظات الدولة، عدا الارهابيين المنتشرين في أرخبيل اندونيسيا المترامي الأطراف؟ وهل اطلعتم على خبر لرويترز جاء فيه ان 30 ألف مدرسة دينية في اندوينيسيا، يُعِدُ بعضها الأطفال لضمهم الى داعش؟
غير أن ماليزيا التي تفتخر بأنها نموذج للانسجام بين الأديان والتعددية العرقية، ترى، ورأيها سليم تماما، أن غزو العراق ودعم واشنطن السخي لإسرائيل وإهمال الشعب الفلسطيني والحرب على أفغانستان، هي من أهم أسباب الإرهاب في العالم، خاصة أن هذه العوامل تلهب مشاعر المسلمين في كل مكان.
يتبع غدا: الإرهاب في إفريقيا

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
27/10/2017
2667