+ A
A -
نبقى لليوم الثالث مع تحذير رئيس أركان الجيوش الأميركية المشتركة الجنرال »جو دانفورد« من تمركزيْن مهمين لداعش في جنوب شرق آسيا وإفريقيا. وبعد أن خُضْنا في التمركز الأول أمس نتحول اليوم إلى »الإرهاب الجهادي« في القارة السمراء.
وفيما تقول مجلة »نيويوركر« الاميركية ان من المبكر جدا الاحتفال بهزيمة داعش، فإن ثمة دلائل قوية على ان تنظيم القاعدة يجهز نفسه لحروب طويلة تتركز في افريقيا.
وتضيف المجلة انه منذ ظهور التطرف الجهادي منذ اربعة عقود، تبين ان سماته الاكثر ديمومة هي قدرته على إعادة تأسيس وإحياء الحركات التي تبدو وكأنها هُزِمت.
وفي ملف حول تمدد الارهاب في افريقيا وتهديده منطقة الساحل، قالت »الفيغارو« الفرنسية إن داعش يهدف بعد هزيمته شبه الكاملة في العراق وسوريا، الى التغلغل في غرب افريقيا، مع ما يعنيه ذلك من مزاحمة تنظيم القاعدة المسيطر هناك.
هذا النشاط يثير قلق أجهزة المخابرات في دول المنطقة مثل تشاد والنيجر وساحل العاج ومالي ونيجيريا، حيث يتباحث مسؤولوها في كيفية التصدي لجماعة بوكو حرام المواليةلداعش، كما يثير مخاوف الاميركيين والاوروبيين.
وأشارت »الفيغارو« الى اهتمام الدواعش الواضح بتدريب عناصر بوكو حرام على تقنيات القتال والتعامل مع المتفجرات وصناعة اسلحة يدوية بما في ذلك قاذفات صواريخ، ما يؤكد تصميم التنظيم الارهابي على الانتشار ليس فقط في جنوب شرق آسيا الخالي تقريبا من نشاط القاعدة، وإنما الانتشار ايضا في افريقيا وفي مخيلتها هدف رئيسي وهو اضعاف ايمن الظواهري ومساعديه والهيمنة الداعشية على المشهد في غرب القارة السمراء.
ورغم الفعاليات الواضحة لتنظيم داعش في افريقيا والمناورات الفرنسية المستمرة للتصدي للارهاب، فإن للقاعدة وجودا اكبر ونفوذا اقوى هناك، مما تمكن داعش من تحقيقه. فقد ضاعف »تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي« حضوره في المشهد الليبي ونجح في زعزعة استقرار جنوب ليبيا منذ مايو الماضي، رغم المنافسة التي أبداها الدواعش.
لا يسمح مقال محدود كهذا، بالحديث عن عشرات العمليات الارهابية التي نفذها تنظيم القاعدة في مالي واستهدافه سياح الشمال الذين يتدفقون على المنتجعات، علاوة على هجماته الوحشية في ليبيا.
ويكشف اندماج أربع مجموعات مسلحة موالية للقاعدة مؤخرا، توجه الظواهري لتثبيت منزلة تنظيمه كقوة مهيمنة أمام التأثير المتزايد لداعش في افريقيا.
كذلك أسفرت هجمات القاعدة وحليفته »حركة الشباب« في الصومال، عن مئات القتلى والمصابين هذا العام، واستقطاب أعداد كبيرة من المتطرفين لتوسيع نفوذ التنظيم في ظل تراجع الدواعش في الشرق الاوسط.
وأتقنت قاعدة الظواهري استغلال الاوضاع المزرية في الدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء، للتغلغل والانتشار حتى أضحت جزءا من المجتمعات المحلية في دول مثل مالي والصومال وأجزاء من نيجيريا.
وعلاوة على ذلك، فإن للقاعدة نفوذا وسطوة في النيجر ودارفور وسيناء وموريتانيا والسنغال والجزائر وتونس وتشاد وافريقيا الوسطى وكينيا وأوغندا، وهو ما يمهد لاشتداد حمى التنافس بين الأصل »القاعدة« والفرع »داعش«!!

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
28/10/2017
3166