+ A
A -
ارتبطت الولايات المتحدة الاميركية مع الأزمة الخليجية منذ اليوم الأول للأزمة، فقد تم الربط بين القمة التي حضرها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في الرياض وبين الأزمة الخليجية التي بدأت فصولها بعد بضعة أيام من قمة الرياض. من هنا كان الارتباط ومن هنا كان توقع لعب دور أكثر تماسكاً وصلابة وصولاً لحل للأزمة في أسرع وقت ممكن. من خلال تتبع تطور الموقف الاميركي من الأزمة الخليجية يمكن رصد رابط أساسي وهو غياب الحزم الذي يمكن رؤيته في تعامل واشنطن مع ملفات أخرى مثل الحرب على الإرهاب، ومن قبل ذلك الحرب على العراق في العام 1991 وفي العام 2003 والحرب على أفغانستان في العام 2001 وكذلك الحزم في التعامل مع الملف النووي الإيراني. غياب الحزم هذا يمكن رصده من خلال تعدد المساعي الاميركية لتحقيق وقف للتوتر والسير في طريق للحل دون أن تعطي كل تلك المساعي النتيجة المرجوة. في اليوم الأول للأزمة جاءت تصريحات وزير الخارجية تيلرسون واضحة بأن واشنطن تراهن على أن يحل «شركاء واشنطن» في الخليج اختلافاتهم من خلال الحوار. وقد أتبعت واشنطن دعوتها تلك عبر خطوات أربع يمكن رصدها:
الأولى: زيارة وزير الخارجية الاميركية تيلرسون إلى منطقة الخليج وحديثه مع أطراف الأزمة، زيارة لا يبدو أن نجاحاً تحقق فيها إلا تيقن واشنطن من إصرار دول الحصار على مواقفها من ضرورة استجابة قطر للمطالب الثلاثة عشر، وهو الأمر الذي رأى فيه وزير الخارجية وآخرون أنه غير واقعي وأن تلك المطالب وضعت لتُرفض.
الثانية: تعيين وزير الخارجية الأميركية ممثلين له لمتابعة الحوار مع أطراف الأزمة الخليجية سعياً لتسهيل القيام بحوار بين الأطراف وتفادياً لأي تصعيد.
فقد تم تعيين كل من الجنرال المتقاعد أنتوني زيني ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون دول الخليج العربي - مكتب شؤون الشرق الأدنى، تيموثي ليندركينغ وذلك للقيام بجهود في المنطقة تسريعاً لحل الأزمة. جاءت هذه الخطوة كمسعى من الخارجية ووزارة الدفاع لتجنب أي تصعيد محتمل وللحفاظ على مستوى من الأزمة قابل للإدارة.
الثالثة: تتمثل في «دبلوماسية المكالمات الهاتفية» والتي أجراها الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتي أدت إلى تواصل هاتفي بينهما، سرعان ما عادت عنه الرياض، مما أبقى مناخ التصعيد سيد الموقف. وقد تبع ذلك مكالمة بين الرئيس الأميركي وبين ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد والتي لم تؤد إلى أي نتيجة لحل الأزمة.
الرابعة: تتمثل في محاولة عقد قمة في كامب ديفيد يرعاها الرئيس دونالد ترامب وتجمع زعماء دول الحصار وقطر، وهو الامر الذي ذكره أمير قطر في مقابلته مع شبكة CBC في برنامج ستون دقيقة. عدم نجاح تلك المحاولات الاميركية ربما يمكن فهمه في غياب الكيمياء السياسية بين أطراف الإدارة من البيت الأبيض والخارجية والدفاع، وكذلك توقيت التدخل وغياب المحفزات التي يمكن أن تدفع الأطراف التي لا تريد الحوار للذهاب إلى طاولة الحوار.
بقلم : محجوب الزويري
copy short url   نسخ
03/11/2017
2706