+ A
A -
عندما أصدر اللورد أرثر بلفور وعده عام 1917، بمنح اليهود وطنا قوميا في فلسطين، كان من أجل ان يكسب حسنات تسجل في لوحه المحفوظ، ليستلم كتابه بيمينه، قبل العرض على الله يوم الحشر، ويذهب إلى الجنة لأنه عمل على تحقيق الوعد الإلهي بإعادة اليهود إلى وطنهم، وهي الكذبة الكبرى التي اهتدى اليها هيرتزل، وعلى أساسها تشكلت الحركة الصهيونية العالمية، والتي تقوم على أساس تهجير اليهود إلى فلسطين، ليكونوا في استقبال المسيح عليه السلام حين يعود، وفق النبوءة في الإنجيل والتوراة والقرآن.
طبعا سيعود ليس نبيا ولا رسولا ولا إلها، سيعود إنسانا كما ولدته أمه ليموت من جديد - لأنه رفع ولم يمت - ليخرج من جديد ويحاسب من جديد، لأنه لا نبي بعد محمد صلوات الله وسلامه عليه وهو القائل «لا نبي بعدي»
أرثر بلفور، لم يكن يعلم انه بإعطائه الصهاينة وطنا قوميا في فلسطين سوف تخف موازينه لما ارتكبه الصهاينة من جرائم في فلسطين بحق العرب والبريطانيين، فهذا مناحيم بيغن يعترف بنفسه انه ارتكب مجزرة دير ياسين وقتل 360 فلسطينيا، وفجروا فندق الملك داوود مركز الإدارة العسكرية البريطانية، وارتكبوا مجازر قبيه وصبرا وشاتيلا والحرم الإبراهيمي والحرم القدسي، هذه كلها ذنوب ينالك منها يا أرثر بلفور نصيب، ولن يكفر عن كل من ساهم في قتل فلسطيني أو هدم بيت عربي. أو استولى على ارض عربية أو من ساعد الصهيونية على إحلال شعب محل شعب فقط لأن اوروبا أرادت التخلص من هذا الشعب لما سببه من حروب الأولى والثانية والثالثة والرابعة وما يجري الآن في العراق وسوريا وما سيجري في السعودية والخليج، لن يكفر لبريطانيا ذنبها إلا بوعد يمنح الفلسطينيين وطنا على كامل ترابهم كما كان قبل الوعد الذي غير مجرى التاريخ وخان السماء.
وعلى الفلسطينيين والعرب الشرفاء الا يتنازلوا عن هذا الحق، فهل تجرؤ حكومة جلالة الملكة على إصدار مثل هذا الوعد ليكفر عن وعد بلفور وتعمل على تنفيذه؟
نبضة أخيرة
حملتني حروفك إلى شاطئ عينيك.. فأقمت مدينتي بين حافتي وجنتيك!!

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
03/11/2017
2166