+ A
A -
باتت الجوامع التي تقدم خطيباً هو الأسرع معروفة، والجوامع التي خطيبها يرسلك في نوم عميق معروفة، والجوامع التي تجعل فرائصك ترتعد معروفة، فتجد في البيت الواحد، الأب يختار مسجدا، والابن الأكبر مسجداً، والأوسط والأصغر، حتى أم العيال تذهب مع جارتها عند خطيب ترى أنه يقدم ما يفيد.
في منطقة من المناطق يوجد مسجدان قريبان تقام فيهما صلاة الجمعة، أحدهما صغير والآخر كبير، تجد الكبير يفيض بالمصلين لكن الصغير قد تجد فيه ما بين صفين إلى خمسة في صلاة الجمعة، تسال لماذا؟ فيقولون لان خطيب المسجد الكبير ينهى خطبته في عشر دقائق، فيما خطيب المسجد الصغير يحتاج إلى نصف ساعة.
الجمعة أمس أجبرت ولدي لمرافقتي إلى مسجد، يشدني الإمام فيه لما يتناوله في خطبه من قضايا عصرية، وصلنا قبل صعوده المنبر بنصف ساعة.
صلينا ركعتي تحية المسجد، وركعتي سنة الجمعة، وقرانا سورة الكهف وصعد الإمام ليتحدث في موضوع قد يكون مقبولا لدى البعض ويكون مناسبة للنوم عند البعض الآخر، نظرت يميني ويساري فرأيت النيام، اتكأت على راحتي وأخذت سنة من نوم، أفقت بعدها لأجد الإمام يسترسل في شرحه فيما المصلين يواصلون النوم،
اذكر أننا كنا نذهب أكثر من عشرين كيلو لنستمع إلى الشيخ أحمد القطان ويكون المسجد وصحنه والمساحات حوله في منطقة من مناطق الكويت قد اكتظت بالمصلين، وتحتر الشمس يستمعون للخطيب للذي شخصت إليه الأبصار وهو يتحدث عن قضايا عصرية.
بل كان مسجد الشيخ طايس الجميلي يوقف الحركة في شارع الرياض السريع في منطقة كيفان بالكويت، وكان مسجد عمر بن الخطاب في خليفة الشمالية يمتد المصلون فيه إلى الشوارع الخلفية عندما كان العلامة القرضاوي خطيباً، وكان المصلون يزيدون عن خمسين ألفا خلف الخطيب محمد أبو فارس في الأردن،، لماذا لأنهم كانوا يتحدثون الإسلام الحقيقي يناصرون المشروع الإسلامي الذي تحاربه للأسف دول إسلاميه مشروع يقف في وجه داعش والنصرة، مشروع إسلامي نقي يرفض
الإكراه في الدين، ولكل مواطن الحق في أن تحفظ الدولة حياته وأسرته وممتلكاته وعرضه وحريته الدينية.
وما أكثر قضايانا، أهمها الحصار وكيف نواجهه شرعا، وإنسانيا، التحالف العربي المتناقض في اليمن، فريق يضرب الشرعية في عدن، ويؤيدها في صنعاء وعينه على الحصة الكبرى من الكعكة.
حقاً نريد خطاباً على منبر رسول الله يشدنا لا يبعث فينا الأسى والنوم لنبحث عن الخطيب الأسرع في إنهاء خطبة يفترض فيها أن تكون رسالة ودرساً في الحياة.
نبضة أخيرة
حين رفضت مد إشعاعها لتحية الصباح تغير لون الشمس.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
04/11/2017
2018