+ A
A -
ديننا الإسلامي الحنيف دين الوسطية والاعـتدال لا دين التطرف والغـلو، قال تعالى: (وكذلك جعـلناكم أمة وسطا)، ومن وسطية الإسلام أنه جاء ليحارب كل مظاهـر التطرف والتشدد بكل أنواعها وشتى صورها، ومن تلك المظاهـر استباحة الدماء المحرمة، فقد حـرّم الإسلام إراقة الدماء بغـير وجه حق سواء كانت دماء للمسلمين أو للمعاهـدين، ومن تعـظيم هـذه الدماء المحرمة جعـل الله حرمة دم المسلم أعـظم من حرمة بيته الحرام.. فقال صلى الله عـليه وسلم: «لهدم الكعـبة حجرا حجراً أهـون عـند الله من إراقة دم إمرئ مسلم»، بل يقول صلى الله عـليه وسلم: «لزوال الدنيا أهـون عـند الله من إراقة دم إمرئ مسلم». ويقول أيضا: «لا يزال المرء في فسحة من أمره ما لم يصب دما حـراماً».
فإلى كل أولئك الذين استخفوا بهذه الدماء المحرمة، إلى أولئك الذين استباحوا هـذه الدماء البريئة في اليمن والعـراق وسوريا خافوا الله وراقـبوه واعـلموا أنكم ملاقوه، وإنه محاسبكم ومجازيكم عـلى أعـمالكم فأعـدوا للسؤال جوابا، والجواب لابد أن يكون صوابا ً..
ماذا أنتم قائلون لربكم إذا سألكم عـن هـذه الدماء البريئة التي أزهـقـتموها؟ ما هي حجتكم في استباحتها وقـد قال عـليه الصلاة والسلام لأسامة ابن زيد قـتل مشركا قال لا إله إلا الله حينما أهـوى عـليه أسامة بالسيف فـقال له صلى الله عـليه وسلم: أقـتلته وقـد قالها، فـقال أسامة: إنما قالها خوفا، فـقال عـليه الصلاة والسلام: هل شقـقـت عـن قـلبه.؟
كل هـذا التأنيب في حق مشرك، فكـيف لو كان مسلما ًأو معاهـدا أو ذميا، فـيا ترى ماذا كان سيقول له صلى الله عـليه وسلم..؟
ونحن إذ نوجه رسالتنا هـذه إلى هؤلاء، فإننا في الوقـت ذاته، نوجه رسالتنا لكل أولئك الذين استباحوا الدماء من يهود ونصارى ووثنيين وغـيرهم، ونوجه رسالتنا كذلك إلى كل من يحارب الإرهاب ونقول: لا بد وأن نحارب الإرهاب بمفهومه العام لا بمفهومه الضيق المتحيز، فالإرهاب هـو الإرهاب سواء كان إرهاب المسلمين أو النصارى أو اليهود أو غـيرهم، فالإرهاب الذي هـو ترويع الآمنين وقـتل الأبرياء وتخريب الديار ونشر الفساد والرعـب في البلاد، لا بد أن نحاربه بغـض النظر عـن فاعـله هل هو مسلم أو غـير مسلم.
قال الله سبحانه وتعالى: «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون».

بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
08/11/2017
3282