+ A
A -
تسمع للمسؤول العربي، فتجده يفكر مثلك أيها المواطن، فتصاب بالذهول ويفغر فوك، نعم انه يفكر بوطن عربي من المحيط إلى الخليج، انه يرى أننا امة تجمعها اللغة العربية والدين والمصير المشترك، وأمنيته ان نمحو خريطة (سايكس بيكو) التي قسمت العالم العربي إلى خمسة أقاليم، الإقليم الأول بلاد الشام، والثاني بلاد الرافدين والثالث شمال افريقيا، والرابع بلاد النيل مصر والسودان، والخامس الخليج، وكل اقليم قسمته إلى مجموعة دول فبتنا اثنتين وعشرين دولة، ولكل دولة علم وسلام وطني وحكومة ومجالس شورى ونواب، فتفرح حين ترى ان هذا المواطن الذي وصل إلى السلطة يحمل إلى كرسي الحكم ما كان يفكر به وهو مواطن، وتحلم ان تسير خلفه لتحقيق حلمك ايضا، ركضنا خلف عبد الناصر، «لا دراسة ولا تدريس الا بالوحدة مع الرئيس» وحلمنا بصواريخ تحمل أقمارا صناعية عربية، وأخرى تعبر القارات.. وغنينا مع القاهر والظافر «وطن واحد لا وطنين» شعب واحد لا شعبين، وحلمنا بزعيم عربي وولايات عربية، زعيم يخاطب الغيمة «امطري حيث شئت فخراجك عائد إليّ» هتفنا مع القذافي ونميري والأتاسي وعبود، وعارف والزعيم وصدام حسين، ولا زال الرحم العربي يدفع بزعماء يتحدثون عن أمة وينفذون التقسيم، يتحدثون عن دين واحد ويعتقلون المؤمنين، تراهم يتشدق الواحد منهم ويتغنى بوطن واحد وإذا حاولت ان تردد كلامه فويل لك، ولعشيرتك، هو وحده من يحق له ان يغنى مواله على كيفه.
صديقي العزيز فهد سعود شاب من شباب قطر الواعدين، رجل حكيم وينطق حكمة، في حوار معه عن تخلفنا، قلت له نحن امة تخلفت، فقال لا، نحن امة لديها عقول، لكنها عقول نائمة، ولم يتم تدريبها، اقرأ ما كتبه سعادة محمد عبد الرحيم كافود وزير التعليم والثقافة الأسبق، الذي ملخصه، سمعنا بالربيع ولم نر الأزهار، فعلينا في موسم الربيع ان نصطحب اطفالنا إلى الروض ليروا الأزهار.
حقا، لدينا عقول، وما أنتجته عقول اجدادنا أنتج الحضارة الغربية التي أرسلت اولادها إلى الحقول فرأوا الزهور فكانت ثورات صناعية وتكنولوجية، ولا زالت تعتمد على اساسيات ما قدمه الخوارزمي في علم اللوغاريتمات، وابن سينا في الطب وجابر بن حيّان وغيرهم في العلوم والفلك والكيمياء، لدينا العقول لكنها سجنت في فنادق الترفيه وسجون التغييب، عقول، قتلت في كل العواصم، وبتنا لا نريد اكثر من مكان آمن نحمي فيه اطفالنا وأحفادنا من القتل.
نبضة أخيرة
وحدتنا حلم، وطريقنا إليها بالاخلاق، والاخلاق حلم وطريقنا إليها بالدين والدين عقيدة وعقيدتنا محاصرة.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
10/11/2017
2360