+ A
A -
ليس جديدا ما قاله وزير الخارجية الاميركية ركس تيلرسون امس حول حزب الله باعتباره ميليشيا مسلحة وغير منضوية في اطار قوات الامن الشرعية التابعة للدولة اللبنانية التي يجب الاعتراف بها على انها السلطة الوحيدة المخولة بحفظ السلام في لبنان.
هذه المقولة ليست جديدة وقد سبق ان فرضت نفسها مرات متتالية على ميزان القوى وسط انقسام اللبنانيين بين من يعتبرها قوة داخلية مشاركة في الحكومة والبرلمان (مؤخرا على الاقل) ومن يعتبرها في الحقيقة قوة ولاؤها لإيران وليس للبنان، من منطلق التحالف القائم بين نصر الله وطهران، وغير القابل للإنكار.
لم يقل تيلرسون كيف يمكن حل هذه المشكلة، لكنه يؤكد بقوة على ضرورة ألا يتحول لبنان مرة اخرى الى ساحة صراع بالوكالة لدول اخرى كإيران والسعودية، مصرا على انه يجب ألا يكون هناك اي ولاء شرعي لأي ميليشيات في لبنان للحكومة الايرانية، ومن ضمنها حزب الله.
هذا الموقف يؤكده اللبنانيون المسيحيون والسُنة والكثيرون ممن يؤمنون بضرورة عدم السماح بتحول لبنان الى ارض للمعركة بما يبعده عن اي اقتتال بعد الحرب الاهلية التي تواصلت بين عامي 1967 و1990 وأسفرت عن موت ودمار رهيبين تطاحنت خلالهما كل القوى الأمنية والاقليمية والدولية، والميليشيات المذهبية المحلية في لبنان.
قد يكون من الصعب العثور على المعادلة المثالية التي يمكن بموجبها حل حزب الله وضمه الى قوات الدولة.
نزع سلاح حزب الله بند شائك وطرحته قوى لبنانية عدة منذ سنين، وهو يطالب بإدراج جاد للحزب ومقاتليه في منظومة الدولة والموافقة على استخدام صواريخه في الذود عن البلاد والدفاع عن النفس، وحتى لا يستثمر العدو إطلاق صاروخ من حزب الله مبررا لتدمير الدولة اللبنانية ذاتها، كما فعل في العام 2006 وقبله.
ومع إدراكنا لوجود صقور من هذا الطرف او ذاك، فإن الحل الامثل في هذه الظروف الصعبة للغاية، يكمن في إقلاع السعودية عن فكرة استهداف الحزب عسكريا. ولعلها قد فعلت ذلك عندما اكد عادل الجبير ان بلاده لا تريد الحرب، بل فرض عقوبات ثلاثية ألا وهي تعديل الاتفاق النووي، وتحميل ايران مسؤولية الارهاب ومعالجة برنامجها الباليستي الصاروخي، وما يعني على ارض الواقع نبذ التوسع والذهاب الى طاولة التفاوض، وهو ما ينسجم تماما مع مطالب الولايات المتحدة، وروسيا على استحياء.
لا معادلة صحيحة في لبنان، إلا تلك التي توقف اعتبار حزب الله دولة داخل الدولة، وإذا لم يتحقق ذلك من خلال برنامج رسمي وبإشراف دولي، فإن حربا جديدة ستكون قيد التشكل.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
12/11/2017
2757