+ A
A -
البداية:
«رحيل دافئ خيرٌ من بقاء مؤلم»
متن:
كشجرة الأرز.. شامخة
ورغم الكبرياء الذي تعيشه
قتلتها الحيرة عندما صرخت بوجع الحب:
«إذا رجعت بجن.. وإن تركتك بشقى
لا قدرانه فِلْ.. ولا قدرانه ابقى»
تائهة..
تخشى البقاء.. فتعيش كشيء مضاف على الحاجة
وتخاف الرحيل.. فتفقد كل أمل بالحياة
وبنهاية المشهد..
رفعت أعلامها البيضاء مستسلمة لقدرها
لنعيشه نحن ونقرر الإجابة
فأي الوجعين تختار؟
أما أنا يا سيدتي
فاخترت الرحيل
لا أستطيع تحمل ألم البقاء
عندما أعيش مع نصف جسد
يسمعني مرة ويصم آذانه مرات
يبادل خطوات الحب بشبر عطاء
يقابل حاجتي بوجوده بحجج الانشغال
وكلما حسبت المسافة بمسطرة الغياب
زادت القلوب بعدًا رغم قرب الجسد
لا.. هذا مستحيل
إن تبعت قلبي يا سيدتي لأرهقني بالعذاب
فالعاطفة لا ينبغي لها أن تُقرر الخيارات
فقد سقطت بجحور الخذلان ولُدغت مرتين
فقدت فيها ملذات الأشياء حين انكسرت
وأصبحت مؤمنًا كفاية لأن لا أُلدغ من جحره بالثالثة.. لهذا.. وعدت كبريائي أني لن أنكسر
للعقل منطق وقرار
بعيد عن العاطفة
قاس أحيانًا.. ومنصف غالبًا
وللرحيل الدافئ عذاب
يتدرج بالألم حتى يختفي
يبدأ مؤرقًا ثم ينتهي
فتُشرق الحياة من جديد
انتصارًا للذات.. لا انهزامًا للشموخ

أما البقاء فعذابه ككرة الثلج
كلما تدحرجت فيه الأيام كبُر وعظم
وفي وقتٍ ما
سيصطدم بصخور الانتقام
وينفجر ليعلن النهاية
ولكن.. بعد أن تفقد كل شيء

فعذرًا يا سيدتي..
إما أن تأتي المشاعر كلها
أو تُوفّر لشيء آخر
شيء لا تنبض به الحياة
خال من الإحساس
يحترف ثقافة الرفوف
يوضع بالمكان الذي لا يختاره
وينتظر عودة غائب لا يهتم
ولأن أنصاف المشاعر.. لا تعيش
فالرحيل الرحيل.
إضاءة:
«عذاب الرحيل أهون من ألم البقاء وكلاهما مر»
آخر السطر:
ومن لا يعظّم وجودك يا فهيد.. لا تعظّم غيابه.

بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
13/11/2017
3250