+ A
A -
تُفَرِّقُنا الظروفُ، وتُباعِد بيننا حُروبُ الدهر، لكنَّ قلوبَنا تَكْسِر القاعدةَ وتَتَّفِق على شيء واحد هو الانتصار للفَرَح الْمُزْهِر في ذَواتنا التي تَتَراقَص إحساساً وتَتَأَلَّق حُبّاً للآخَر وتَقديرا للآخَر وزَهْواً بالآخَر الذي يَجْمَعُنا على موائد الكُرَة..
العَرَب! العَرَب لا شيء يَجمعهم كما تَجمعهم أَذْرُع الكرة وأَحْضَانها، ولا شيء يُذِيب الجليدَ المتراكِم بينهم جِبالا كما تُذِيبُه الكرةُ، ولا نافذة أو شُرْفة تَضرب لهم موعدا للتفاوض بشأن الاتِّفاق كما يَليقُ بحوار الكرة..
في مَلاعب البشرية تَغْتَسِل الذات بنَبِيذ الروح التَّوَّاقة إلى لَمْلَمَة شتاتِها ومُعانَقة أنفاسِها قريبا من مَلاذاتها التي تَسمح لها بأن تَقول: «أنا أُصَفِّق، إذن فأنا موجود»..
لا شيء يَستدعي انتباهَك بِقَدر ما تَستدعيه الكُرَةُ، لا مُناسَبة تَعِدُ بالاحتفال بكُلّ ما في الطقوس من طقوس بِقَدر ما تَعِدُ بذلك الكُرَةُ، ولا صغير ولا كبير يُتْقِنَان فَنَّ الإنصات في غير الظروف التي تَفْرِضُها الكُرَةُ..
عندما يَرتطم الهدفُ بشباك المرمى تَرتطم مَوجةُ الفرح بِصَخْرَة قلبِك، فتُعَلِّمُه كيف يَلِين للفرح وكيف يَبتسم للحُبّ العابِر للقارات..
إنه الحُبّ الكُروي، الحُبُّ الذي تَكونُ بَطَلَتَه الساحرةُ المستديرةُ التي تَجمع أفرادَ العائلة وأفرادَ الشارع والمدينة والوطن/ الأوطان كما لم يَجتمعوا على قضية مصيرية أو خَطَر يَتَهَدَّد الأُمَّةَ أو يُنْذِر بنهاية العالَم (العربي قَبْل غيره)..
ولا غرابة أن تُشَتِّتَ الساحرةُ المستديرةُ الانتباهَ إلى كل شيء سِواها حين يَتعلق الأمرُ بالرغبة الجارفة في إعلاء راية الوطن (الوطن العربي)، رغبة قديمة يَسكنها اليقين بأننا قادرون على الإنجاز مهما اتَّحَدَت الظروف ضِدّنا..
الحُلم العربي يَتحول إلى حُلم كروي تَتعاطَف فيه القلوب مع القلوب، وتَعْلُو فيه الأنفاس والأيادي كما يَعْلُو نَبْض القلوب الْمَيَّالة إلى إِنصاف القميص العربي بِفَوْز مُسْتَحَقّ يلجم ألسنةَ نيران الهزيمة العربية على أكثر مِن صَعيد ومُسْتَوَى..
الحُلم العربي يَتضَاءَل ويَتَقَلَّص إلى حَجم الحُلم الكروي الذي تَهتف له الحناجِر وتَتَّسع له الأفواه غير السَّاكِتَة عن الْحَقّ في تَشْجيع صُنَّاع الفُرْجَة الكروية.. الكُلّ يُؤْمِن بالنجاح ويُمَنِّي نَفْسَه بالنجاح وإن كان النجاحُ في حَدّ ذاته يَقتصر على لُعْبَة..
على أَمَل أن نَنْجَحَ كعَرب في ما هو أَكْبَر وأَهَمّ مِن لُعبة، لَنا أن نَطْمَئِنَّ على الأقلّ على أن هناك ما يَجْمَعُنا ويَجْعَلُنا نَتَّفِقُ على أَنْ نَتَّفِقَ..
نافِذَةُ الرُّوح:
«الترَيُّث يَنبوع حِكمةٍ، كُلَّمَا شربْتَ منه أَصَبْتَ تَحديدَ الهدف».
«بَادِرْ بالتغيير، ولا تَذَرْ حُريتَكَ في مَهَبِّ ريحِ الاختيار الصَّعب».
«عَيْنُ الطُّمَأْنينة تَفتح لِمَنْ يَبيع نَفْسَه إِنْصافاً للتاريخ».
«حُظوظُكَ مُؤَجَّلَة يَا مَنْ تَقولُ إِنَّ الْعَيْبَ في الزمن ولَيْسَ فيكَ.. أَنْصَحُكَ باختبار المنطق لا الحَظّ».
«قانون اللُّعبة في زَمن الـ «اِس.اِم.اِس» يُعْطِي الرابحَ فُرصةً لِيَخسرَ».
«سَأَلَتْنِي نَفْسِي عن ثَمَنِها.. فَقُلْتُ: الدَّفع بِعُمْلَة الحُرِّية».
«أنا أُخْطِئُ وأنتَ تُخطِئُ.. لكنَّ الصوابَ أن نَستــــفيدَ مِن أخـــــطاءِ الماضي ونَتــَرَقَّبَ نجاحَنَا فِي تَقــــدير حَجـــْم الخـــسارة مِن أَخْطاءِ الغَدِ».
بقلم : سعاد درير
copy short url   نسخ
16/11/2017
2792