+ A
A -
يشكل الازدحام المروري تحديا كبيرا لمعظمنا، حيث يعد أحد الأسباب المسببة في زيادة التوتر لدى الأفراد لأنها تستنفذ، وبشكل متكرر، صبرنا وقدرتنا على التحمل.

وبمواجهة هذه العقبة المزمنة، فهناك نوعان من السلوك الذي يمكن لنا أن نسلكه، فالسلوك الأول هو سلوك الإنكار واعتبار أن ما يحدث هو خطأ الآخرين، أما السلوك الثاني فهو الاعتراف بأننا جزء من هذه الأزمة نؤثر ونتأثر بها.

فصراع الطرقات للوصول إلى أهدافنا هي في الحقيقة أهداف وهمية ولا تحمل قيمة بحد ذاتها، بل هي إهدار لطاقاتنا وأعصابنا، والمثير للسخرية أن الفرق بين الوصول السريع والبطيء ما هي إلا دقائق قليلة، وفي كثير من الأحيان نجد أن من تجاوزنا بسرعة خيالية و«بعنترية» يقف بجانبنا على أول إشارة مرور!

هناك من السائقين المتهورين، وهناك من يستفزك عن قصد وغير قصد، فمنهم من يعتقد أنه بامتلاكه للسيارة فكأنه امتلك الطريق معه، وحين يجدك أمامه يبدأ بسلخك الأضواء العالية «الزينون» وكأن السماء تبرق من خلفك، وحين تفسح له المجال، تجده يتجاوزك وهو يرمقك بنظرة احتقار، علمًا أنك كنت متقيدا بسرعة الطريق!، وهناك سائقو الشاحنات الذين لا يحلو لهم التسكع بشاحناتهم إلا بوقت الذروة وعند مرورك خلفهم تأتيك بعض «الهدايا» من مركباتهم على شكل حصى أو رمال وفي بعض الأحيان قطع خردة!، وهناك بعض سائقي الباصات الضخمة المصابين بـ «شيزوفرينيا» مرورية فهم يتوهمون أنهم يركبون سيارات سباق ويصرون على عدم التخلي عن الطريق السريع، ولسان حالهم يقول إذا لم تستح فافعل ما شئت، وهناك من المقاولون الذين يتمتعون بفكر «استراتيجي» فتجدهم حين يبدأون بأي عملية حفر، ولو كانت في وسط الشارع ومن شأنها أن تعرقل سير السيارات، نجدهم يبقونها لمدة سنة أو سنتين، فكما نعلم في العجلة الندامة وهي من أعمال الشيطان، ناهيك عن جيل من المقاولين الذين يعتبرون أن موضوع إغلاق حفرة، هم حفروها، هو موضوع اختياري يعود «لمزاجهم» الشخصي، بالإضافة إلى ما سبق، هناك من الإخوة والأخوات الذين يعقدون الصفقات على جوالهم وهم يقودون سياراتهم متناسين من حولهم، ومنهم المبدعون الذين يتبادلون المحادثات الكتابية وهم على «الدوار» وهذا النوع من السائقين تحديدًا غالبا ما تظهر على وجوههم ابتسامة ثقة وزهو وعدم اكتراثهم لمن حولهم.

وهذا كله يدفعنا إلى التساؤل عن أفضل الحلول التي من شأنها أن تساهم في الحد من حجم المخالفات التي نعيشها كل لحظة أثناء وجودنا على الطرقات.



بقلم : دانة درويش

copy short url   نسخ
11/04/2016
4181