+ A
A -
البداية:
«تسقط القيم بارتفاع الحمقى والسُذّج»
متن
لا أعلم ماهو سبب شغف مشاهير السوشال ميديا بظاهرة تأليف الكتب؟
كيف نقنعهم أن الشهرة ليست صك غفران أنك مثقف ومؤثر وقدوة بالمجتمع؟
كيف نزرع بعقولهم الناقصة أن هناك ملايين لا يعتدون بفكرة وجودهم.
والغالبية يتابعونهم لغرض المتابعة وشغل فراغهم فقط
وليس لتقليدهم والتأثر بهم؟!
معرض الكتاب أصبح سوق رخيص لكتب ساذجة وغبية يؤلفها «شوية فاشانيستات» وكم شاعر شاب اقتحم مجال الأدب وعلى قول المثل المصري:
«يبيع الميه بحارة السقايين».
مع أنه باع ماءه الملوث برفوف الأدب والثقافة!
ماذا جرى لهم؟
شاعر شاب جمع «شوية سوالف واتساب» طبعها بكتاب ووضع على غلافه صورته وهو ينظر للأعلى معانقًا مجده الزائف؟
مرورًا بالفاشانيستا التي تتحدث بكتابها عن نجاحها وكفاحها العظيم.
وهي كل سبب شهرتها تصوير «قفاها» واستعراضها الرخيص!!
وصولًا لشاب عُرف عنه الهزل والسخرية يطرح كتاب عن رؤيته للحياة وهو لايزال بأوائل العشرينات من عمره!!
مجموعة من الحمقى عزز لهم مراهقون يتابعونهم وجعلوهم أدباء عصرهم!
تقول أنجلينا جولي عن نجاحها إنه ضربة حظ لأن هناك من هي أفضل منها بمكانٍ مختلف قد تكون بملجأ وقد تكون عاملة بسيطة وتملك مقومات وقدرات وموهبة أهم بكثير مما تملك ولكن لم يمسك الحظ بيدها لترى النور.
هكذا تختصر نجمة عالمية عرفها كل سكان الأرض وتابع أفلامها فكرة نجاحها.
بينما الحمقى والأغبياء بمجتمعنا ينظرون لبريق الضوء الذي لمس أكتافهم أنه قطرة الكفاح والإصرار وأنهم أولئك الذي يشار لهم بالبنان ويتمنى الجميع أن يكون مثلهم!
العتب ليس عليهم فهم مع الوقت يثبتون أكثر أنهم فارغو عقل وفكر.
العتب الأكبر على مجتمع عزز موقعهم ودفعهم للأعلى ليصدق هؤلاء السذج أنهم هبطوا من الجنة!
أن تكون مشهورًا هذا لايعني أنك نجيب محفوظ عصرك
حتى العقاد عاش أديبًا ومات عبقريًا ولم يكتب كلمة واحدة عن ذاته ونجاحه بل كان دائمًا ينكر نفسه حتى يقول الحقيقة.
الشيء المبهج الوحيد أن مبيعات سعود السنعوسي وبثينة العيسى حققت أرقامًا فلكية، وهذا مؤشر جيد أن الرائعين لايزالون بالقمة.
لكن ماذا عسانا أن نفعل مع «الهايته» وأصدقائها؟!
إضاءة:
حتى تكتب جيدًا.. اقرأ جيدًا
آخر السطر:
مهوب كل من مسك قلم يافهيد صار أديب عصره.

بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
20/11/2017
3692