+ A
A -
كان اسمها قبل التحرير والاستقلال: «روديسيا» وهو الاسم الذي تغير إلى: «زيمبابوي» الذي يعني «بيوت كبيرة من الحجر»، ورغم وفرة موارد طبيعية به يمكن أن تغني هذا البلد الإفريقي الخصب إلا أنها أصبحت من أفقر دول العالم، والسبب انه منذ استقلالها، لم تشهد زيمبابوي سوى رئيس واحد هو روبرت موغابي الذي استمر في الحكم 37 عاما، وتركز دوره في مصادرة أراضي السكان البيض وتمليكها للزيمبابويين، دون ان يدفع عجلة التنمية في البلاد، وكأن مهمته قد انتهت عند حصول بلاده على الاستقلال، ولم يوظف وجود البيض بين سكان زيمبابوي في استقطاب الاستثمارات والتوسع الزراعي والصناعي، مما جلب له عداء الغرب عموما وبريطانيا على وجه الخصوص، ولهذا هب شباب زيمبابوي بدعم من قدامى الثوريين اصدقاء الرئيس سابقا، مطالبين موغابي الطاعن في السن بالرحيل.
موغابي البالغ من العمر 93 عاما، والذي كان قد وعد بأنه سيبقى في سدة الحكم في زيمبابوي حتى يناديه الرب ويقول له «تعال»، بحسب قوله لمؤيديه، استنفد كل الوسائل المتاحة له ليبقى في الحكم ولكن دون جدوى، فاضطر مؤخرا إلى إعلانه الاستقالة.
«منانغاغوا» نائبه السابق والملقب بـ«التمساح» أدى اليمين الدستورية خلفا لموغابي، وأغلب الظن ان منانغاغو قد نجح بامتياز في تكوين قاعدة عريضة من المؤيدين له، في مقابل تضاعف الرافضين لاستمرار موجابي في سدة الحكم، غير انه في كل الاحوال ستكون تركة «منانغاغوا» ثقيلة ومضنية ومليئة بالتضاريس الوعرة، فلا يتوقع ان يقوم الجيش بالإطاحة بموغابي مجانا ليهدي سدة الحكم لمنانغاغوا أو غيره، بل سيطالب، غالبا، بدور ونصيب في إدارة دفة الأمور في بلاد «بيوت الحجر».
بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
27/11/2017
1781