+ A
A -
وعندما رسمت حدود الدولة الصربية الجديدة، لم تراعِ تلك العملية الوجود الألباني الكثيف فيها، فقامت الحركة الاستقلالية التي انتهت بولادة دولة كوسوفو، غير أن هذه الدولة التي خرجت من تحت ركام حرب أهلية بين الصرب– الأرثوذكس- والألبان– المسلمين-، لاتزال عضويتها في الأمم المتحدة معلقة منذ ولادتها في عام 1999 بسبب الفيتو الروسي.
غير أن الأمر المثير للانتباه هو أنه في الوقت الذي تتمسك فيه روسيا بهذا الموقف السلبي من كوسوفو، تضغط من أجل الاعتراف بحق حليفتها أبخازيا في تقرير مصيرها في عام 2008 بالانفصال عن جورجيا حليفة الغرب.. وقد ذهبت موسكو إلى حد شنّ حرب عسكرية محدودة على جورجيا دفاعاً عن ابخازيا.. ورداً انتقامياً على قرارها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي!!
لم يعرف العالم ولادة دول جديدة من رحم دولة أخرى من دون ألم ومعاناة.. فانقسام الهند إلى دولتين على خلفية دينية في عام 1947، أدى إلى مجزرة دموية كبيرة قتلاً وتهجيراً.. وحتى انقسام باكتسان على نفسها على خلفية لغوية (بين الأردية والبنغالية) أدى إلى مقتل مليون شخص.
وعندما حاولت منطقة بيافرا في شرق نيجيريا (الغنية بالنفط) الانفصال في الستينات من القرن الماضي، نشبت فيها حرب أهلية أودت بعشرات الآلاف من الضحايا بمن فيهم الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة الذي أسقطت طائرته، بينما كان يقوم بوساطة سياسية.
وليست نيجيريا الدولة الإفريقية الوحيدة التي تواجه حتى اليوم صعوبات المحافظة على الوحدة مع التنوع (الديني والعرقي) بل إن هذه الظاهرة تكاد تكون عامة في معظم الدول الإفريقية الأخرى.

بقلم : محمد السماك
copy short url   نسخ
28/11/2017
2409