+ A
A -
أقف على حافات المياه الأطلسية، فيأتي صوت من أعماق المغرب، تحيا قطر، أعود وأقف على حافات المحيط الهادي فيأتي صوت من قارات العالم الجديد، قلوبنا وعقولنا مع دولة صغيرة بمساحتها وسكانها لكنها بحجم أمة؛ حضارتها سبعة آلاف سنة، أعود وأقف على حافات المياه الخليجية فيأتي عبق تاريخ موشحا بعلم قطري صنعه القطريون ليضعوا صورة أميرهم على صدورهم وعيونهم وجباههم وفي أعماق قلوبهم، تسأل: كيف تصنع القيادة هذا الحب، فيأتيك الجواب بصوت واحد، احترمنا فاحترمناه، وهب روحه فداء شعبه ووطنه ففديناه، بحثنا عن مكانة بين الامم فأوجد لنا العلا والمجد والحسب، كنا نتطلع إلى تعليم متوسط فجاء لنا بأرقى تعليم في العالم مدارس وكليات وأكاديميات وجامعات وبات التعليم متقدما على مستوى العالم، بحثنا عن رعاية صحية أولية فحظينا برعاية صحية استثنائية، كنا نحلم برواتب مثل أشقائنا فحصلنا على معاشات أرقى من معاشات العالم الأول، وبعد هذا نجد من يسأل لماذا هذا الولاء ولماذا هذا الحب والجواب من كتابنا العظيم «وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان»؟
سيدة عربية، كانت وهي خارجة من عيادة الأطفال بمستشفى السدرة تلهج بالشكر لله ولقطر وأميرها وتقول، لن أجد مثل هذه المعاملة والعناية بطفلي في بلدي، لن اجد هذا الاحترام والتقدير والاهتمام، كما وجدت هنا وتسألني لماذا الولاء لقطر، سأضع رمز قطر على جبيني لأقول لكل من يسألني، وهل جزاء الإحسان الا الإحسان؟.
ويمضي الشهر السادس من الحصار، وتعب الذين يحاصرون قطر، ولم يتعب المُحاصَرون بل ازدادوا لحمة والتفافا حول القيادة التي لم تدخر جهدا لتوفير ما وعدت «عز ومجد»، ليؤكد ظهور احمد شفيق رجل النظام المصري السابق على شاشة الجزيرة، لتأكيد صدق هذه القناة في هذا البلد الصادق، وأن قطر كانت تدعم الشعوب وليس الأنظمة، فأحمد شفيق حصل على أكثر من 12 مليون صوت، ويقينا ان اختياره للجزيرة ليلقي بيان منع سفره من الإمارات لأنه يعلم انه لو عرضه على أي قناة أخرى لن يعرض بل قد يغيب شفيق ولا أحد يعلم أين هو، أما الآن فكل العالم سوف يسأل عن الراجل ضيف الإمارات الذي ضاق ذرعا بما يرى من خيانة قد تدمر مصر التي حلق في سمائها وهو يحلم بدك مطار بن غوريون الذي منه انطلقت طائرات صهيونية دمرت المطارات المصرية عام 1967،
لقد جن جنون لميس الحديدي وزوجها وغيرهما ليس لأن الإمارات منعته من السفر وإنما لأنه أذاع البيان عن طريق الجزيرة.. تحيا الجزيرة.
نبضة أخيرة
أعترف أن الكون بدون عينيك خواء!!

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
01/12/2017
2605