+ A
A -
ليس خطأ القول إن وضع اللصوص من ذوي النزعة الصهيو- أميركية الضلالية المتطرفة أيديهم على القدس الشرقية بعد الغربية، هو جزء من عملية استقطاب تاريخية غادرة: من هنا أميركا وإسرائيل وصهاينة أثرياء وبضع دول بحرية متناهية الصغر لا نسمع اسماءها إلا عند التصويت لأسيادها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن هناك بقية العالم، عدا قلة تعد على الأصابع تفضل ألا تعلن موقفا ملزماً على الفور.
وحتى جولة نتانياهو الأوروبية ومساعيه لدى دول مغمورة في أميركا اللاتينية وإفريقيا لا تكفي لخلق معسكر مبني على حجج منطقية دعماً لإعلان القدس الفلسطينية الإسلامية عاصمة لدولة محتلة لم تعمر حتى الآن سوى أقل من سبعة عقود.
غير أن ما يفعله ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية وحلفاؤهما المتنفذون من عرابي شيكاغو وبوسطن ونيو أورليانز وميامي ونيويورك ، تظل أطول باعاً من مئات الأسماء «اللامعة» على كافة الصعد، رغم أنهم في حقيقة الأمر قليلو الحيلة تجيئهم الأوامر من أصحاب النفوذ الفعليين.
لا يعني ذلك أن نسكت وننتظر الفرج، بل على العكس تماماً، ذلك أن قضية كالقدس محملة بإيجابيات تجعل كسبها مضموناً إذا أدارها مختصون عرب وغير عرب، وإنْ تمت بعثرتهم أو إيذاؤهم أو فضحهم عبر الفيديوهات المدسوسة.
غير أن ما يقلق لصوص المدينة هو سهولة إثبات عروبتها وإسلامها ونصرانيتها وانتفاء يهوديتها بالكامل عبر التاريخ، وبشهادة خبراء دوليين ثقاة. لذلك يشعرون بالاستياء تجاه توافد المشاركين على القمة الإسلامية الطارئة في اسطنبول اليوم لبحث ما يجب أن يجري من خلال تحليلات شرق أوسطية جادة لإثبات بطلان تحركات ترامب وعدم شرعية قراراته التي لا يسندها سوى القوة الأميركية الممثلة بالترسانة النووية.
نحن إذن في غمرة قصة أخرى من قصص آل كابوني وكرليوني وزعماء المافيات في صقلية ونابولي، حيث مازالت بضع عائلات صهيونية عارمة الغنى كآل روتشيلد، ترسم منذ قرون ملامح الحكم المافيوي للعالم، بما فيه حكم إسرائيل لفلسطين.
حتى الأدوات الدولية كمحكمة الجنايات ومحكمة العدل تخضع لما تريده عائلات المافيا وليس كما يراه قُضاتها. وإذا أضفنا إلى ذلك سلطة الفيتو الجائر الذي تحتكر خمس من دول العالم السيطرة على استخدامه لمنع أو إقرار أي شيء في الدنيا، فإن ذلك يعني أن العالم لم يزل مكبلاً ومهاناً ومسيطرا عليه وخاضعاً للرؤى الظالمة، ولاستبداد لا حدود له.
نظل نأمل أن تأتي لحظة الفراق، وألا يظل الاختلاط قائماً بين الحق والباطل. هذا الأمل يتجدد مع العبث الشرير بقضية دينية سياسية كالقدس، يرجو الكثير من أصحاب الضمائر الحية أن تُفضي إلى فرج نظن أن ساعته قد بدأت تتكتك.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
13/12/2017
2880