+ A
A -
مع بدء احتفالات بلدنا الحبيب قطر باليوم الوطني نتذكر مواقف قيادتنا الحكيمة وشهامة أهل قطر والمقيمين الداعمة لقضايا الأمة وقضايا الحق والعدل وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ولا ننسى الثبات المشرف لأهل قطر والمقيمين، رغم الحصار الجائر.. فبعد مرور 6 شهور على هذا الحصار الظالم، تحقق العز والخير لقطر في جميع المجالات، بالعمل وبالنجاح وبالإنجازات على جميع الأصعدة وعلى جميع المستويات الإقليمية والقارية والعالمية.
جاء الحصار الظالم.. لكن جاء معه العز والخير، في صورة إنجازات رياضية أو اقتصادية، ورفع اسم قطر عاليا خفاقا في كل المجالات وفي كل القارات..
اعتقد الأشقاء بحصارهم الظالم والجائر وغير المبرر، والذي لم يكن له أي دليل أو سند أو براهين منذ بدأ وحتى الآن، أنهم سينتصرون على قطر وعلى شعبها الأبي، لكن خاب ظنهم وطاشت آمالهم، وأصيبوا بالإحباط والألم والأسف وهم يرون الإنجازات القطرية تصول وتجول، في جميع المجالات.. رأوا قطر وهي تنتزع آهات الإعجاب في كل المحافل الخارجية، ورأوها وهي تستضيف البطولات والاستحقاقات الرياضية العالمية، والمعارض والأحداث الدولية في مختلف الأنشطة.
لقد زاد الحصار من عزيمة أهل قطر، فضاعفوا من جهودهم وعزمهم لرفع اسم بلدهم عاليا، وليؤكدوا للعالم أن الحصار لم ينل منهم أو من بلدهم بل زادهم إنجازات وبطولات.
الخامس من يونيو 2017 بداية الحصار وهو يوم اختراق حساب وكالة الأنباء القطرية والإدلاء بتصريحات كاذبة عن القيادة، رافقته سلسلة من الادعاءات، روجت لها العديد من القنوات الاعلامية رغم ابطال مصداقيتها في نفس الوقت التي تم بثها فيه، وما صاحبها الآن من حملة الأحداث المؤلمة والسريعة بفرض الحصار على دولة قطر وما تتبعه من آثار نفسية واجتماعية وثقافية واقتصادية وخيمة على الجميع سواء من الدولة أو دول مجلس التعاون الخليجي بأكمله، إلا ان الحكمة والورع والاتزان التي تميز بها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، بصورة رائعة أبهرت العالم بأكمله في كيفية ردود أفعاله الهادئة والتحرك الحكيم الواثق. «أبشروا بالعز والخير».. كلمات بسيطة في مبناها كبيرة وعظيمة في معناها، قالها سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، مع بداية الحصار الجائر والظالم من الدول الأربع، وكانت كلمات على حق ولها معان كبيرة وعظيمة أثبتتها الأيام.
«أعتز بشعبي والمقيمين على أرض قطـر» كلمات معبرة ورسالة صادقة أطلقها سموه من فوق منبر الأمم المتحدة في الدورة الـ 72، ليصل صداها إلى العالم أجمع، وتبعث في نفوس القطريين وكل أبناء الجاليات المقيمة على أرض قطر أسمى معاني الاعتزاز والتقدير لقائد يفخر بشعبه ووطنه وكل من يستظل بسمائه وينعم في خيره.
وفي أجواء مفعمة بالفخر والولاء.. أطلق المغردون رسالة شكر وعرفان لسمو الأمير المفدى تحت عنوان «نحن من نعتز بك يا سمو الأمير» لتكتمل ملحمة الصمود في وجه الحصار ومن دعموه.
كلمات أبكت كل من هم على أرض قطر الحبيبة من مواطنين ومقيمين.
«نحن لا نخشى مقاطعة هذه الدول لنا، فنحن بألف خير من دونها» عبارة تسطر بحروف من ذهب، ومداد من العزة والكرامة التي توارثناها في وطننا كابرا عن كابر.
كما نذكر بكل اعتزاز، إشادة سمو الأمير بالشعب القطري ومحافظته على رفـعـة أخـلاقـه ورقية.. فقد تباهى صاحب السمو بأخلاق القطريين أمام العالم أجمع حين قال في خطاباته إن «الشعب القطري حـافـظ على رفـعـة أخـلاقـه ورقـيـه رغم شراسة الحملة الموجهة ضده وضد بلده».. وأن «مجتمعنا حقق نجاحاً باهراً في امتحان أخلاقي حقيقي.
أما المواقف الإنسانية، فهي اكثر من أن تحصى، فلطالما حرص صاحب السمو على التواجد مع شعبه في مختلف المناسبات والمحافل.. فكثيرا ما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصوراً تبرز المواقف الإنسانية لسموه وحرصه على أداء واجب التهنئة أو العزاء للمواطنين، ولا ننسى ترجل سموه من موكبه بكل تواضع، لتحية الجماهير المصطفة لاستقباله بعد إلقاء خطابه التاريخي أمام الأمم المتحدة.. وغيرها من اللفتات الإنسانية التي تؤكد على الترابط والتكاتف والحب والولاء بين الشعب وقائده.
منذ بدأ الحصار ولله الحمد والحياة في قطر تسير بشكل طبيعي منذ بداية الحصار.. كما أثمرت توجيهات سمو الأمير لحكومته الرشيدة في تلافي تداعيات الإجراءات الظالمة لدول الحصار ضد الشعب القطري.. ولم تتأثر وتيرة العمل في المشاريع الحيوية في الدولة بل أسهم الحصار في تعزيز الاعتماد على النفس وإنجازها قبل الوقت المحدد لتثبت قطر أن عزيمتها عصية على أي حصار مهما بلغت قوته.. وقد أكد سموه على ذلك حين قال في خطابه الأول منذ بدء الحصار: «الحياة في قطر تسير بشكل طبيعي منذ بداية الحصار، وقد وقف الشعب القطري تلقائيا وبشكل طبيعي وعفوي دفاعا عن سيادة وطنه واستقلاله».. وهي رسالة واضحة تنفي ما كانت تروج له دول الحصار من ادعاءات كاذبة حول تردي الأوضاع الداخلية في المجتمع القطري بعد الحصار.
ولا ننسى خطاب سمو الأمير عندما ذكر أيضا بتخصيص عائدات الغاز من الاكتشافات الجديدة للأجيال القادمة.
لقد امتدت الرؤية الحكيمة لصاحب السمو لتشمل بالرعاية أجيال المستقبل الذين سيتحملون مسؤولية إكمال مسيرة النهضة والتقدم والتنمية.. فلطالما حرص سموه على الاستثمار في الشباب القطري ورجال الغد للحفاظ على مستقبل واعد ومضيء.
الخلاصة.. تعلمنا درسا من الحصار بأنه زاد من أهمية الاعتماد على النفس وتحقيق الاكتفاء الذاتي.. وتدعيم الاقتصاد الوطني بموارد بديلة.. وبجانب كل ذلك.. وتأكيد على نجاح استثمار القيادة الرشيدة في الشعب القطري الذي أظهر شجاعة ووعياً وولاءً وتلاحماً ضد مخططات وأجندات وفبركات دول الحصار التي اتبعت أساليب رخيصة ومبتذلة وبائسة لمحاولة النيل من قطر وشعبها.. فكانت كل قطر لهم بالمرصاد تحت راية تميم المجد.

بقلم: عبدالله غانم البنعلي المهندي
copy short url   نسخ
17/12/2017
8469