+ A
A -
بحسب ويكيبيديا فإن الإنفاق على التسليح في أميركا وحدها ستمائة بليون دولار، والبليون ألف مليار والمليار ألف مليون، فتخيل الرقم.
الصين مائة وخمسة وأربعون بليونا.
السعودية بالمركز الثالث بواحد وثمانين بليونا.
ولو جمعت كل ميزانيات دول العالم التي تنفقها على التسليح لبلغت رقما يساوي واحدا وعدد أصفر حين تكتبها يصل طولها من غرفة نومك إلى الصالة.
هل تعلم أن قيمة الطائرة الأميركية أف 22 هو ثلاثمائة وخمسون مليون دولار، وهذا المبلغ بلا مبالغة يطعم فقراء أفريقيا كلها لمدة سنة كاملة، هذا بالنسبة لطائرة واحدة فما بالك بقيمة التسليح كله.
تخيل أن ميزانيات التسليح العالمي تساوي ثلث الإنفاق الأرضي تقريبا من العملة الصعبة.
وهذه الأموال الخرافية تذهب هباء منثورا بطريقتين:
إما تفسد وتنتهي صلاحيتها بالتقادم، وإما تستهلك في حرب، وفي كلتا الحالتين تعتبر أموالا مفقودة.
ألا يحق لنا -نحن البشر- الذين نعيش على هذه الأرض في هذا الزمان أن نسأل عن هذه الأموال التي تهدر بهذا الجنون، بينما المجاعة تضرب نصف سكان الكرة الأرضية؟
ألا نستطيع أن نوفر كل هذا البليونات والترليونات التي ننفقها على التسليح من أجل وضعها في العلم والتنمية؟
سيقول قائل إن هذه الأموال من أجل سباق التسلح ليزداد القوي قوة والضعيف ضعفا..
الجواب حتى لو عدنا إلى عصر الحصان والسيف فسيبقى القوي قويا والضعيف ضعيفا..
جيش أميركا عدده مليون جندي، والصين مليونان وروسيا مليون وهكذا..
سيبقى القوي قويا بعدد الجيش وعدة، ونحن الدول النفطية محط أنظار العالم سنظل ضعافا لا يقلقوا منا، فإن اكبر دولة نفطية لا يتعدى جيشها المائتي ألف جندي، ويمكنهم أيضا إضعافنا أكثر بطرق يعرفونها هم جيدا.
لو نعود إلى الحصان بقيمة ألف دولار، بدل الدبابة بقيمة مليوني دولار.
لو نعود إلى السيف بمائة دولار، بدل المدفع بمليون دولار.
لو نعود للمنجنيق بدل الصواريخ وللرمح بدل القذيفة وللخنجر بدل المفخخة.
النظرية أنك حين تمتلك دبابة بمليوني دولار، وعدوك يمتلك دبابة تشبهها ستكون المحصلة تكافئ في القوة، فهي هي حين تمتلك سيفا وعدوك يمتلك نفس السيف..
لكن الفرق في الدبابة أنك لإن خسرتها ستخسر قوت ألف فقير، لكن إن خسرت السيف فلن تخسر إلا سيفا..
والميزة الأخرى أن السيف لا يقتل إلا من يطعن به بينما قذيفة المدفع تزهق بها أرواحا لم تكن أصلا المقصودة..
فكروا، ستجدون أن هذا هو المنطق والحق، لكنه لن يطبق أبدا...
لأن الموضوع تجارة سلاح لا سباق تسلح.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
25/12/2017
3060