+ A
A -
يعد الذهاب إلى دور السينما من أحب النشاطات الترفيهية لأطفالنا وناشئتنا وذلك لمشاهدة آخر الأفلام، حيث أن أجواء السينما الجميلة التي تبدأ منذ لحظة اختيار الفيلم السينمائي، مروراً بشراء الوجبات الخفيفة، وانتهاء بالدخول إلى صالة العرض. فهي تجربة محببة وتنطوي على أبعاد اجتماعية.
ولكن تركيزي في هذه المقالة على مضمون هذه الأفلام وما قد تنطوي عليه من تشجيع على سلوكيات وممارسات سلبية. حيث تعتبر بعض الأسر الذهاب إلى السينما وسيلة من الوسائل الترفيهية المحببة لهم، ويتغافلون أن هناك أفكارًا ستُمَرَّر لعقول الناشئة عبر هذه الأفلام، ولكن حين نناقش الموضوع في مجالسنا الخاصة لا يختلف اثنان على أن معظم الأفلام الهوليوودية تحمل القليل من القيم والكثير من المؤثرات بأنواعها الصوتية والبصرية، لا بل في كثير من الأحيان، تروِّج هذه الأفلام، لسلوكيات منحرفة وتصورها على أنها مغامرات شبابية لا ضرر منها، وكمثال على ذلك المشهد المكرر لمجموعة من المراهقين الذين يتعاطون مواد مخدرة وهم يناقشون موضوعات مضحكة، ونجدهم في المشهد التالي يمارسون حياتهم العادية بدون أية مشاكل، لا بل نجدهم من الأشخاص المحبوبين والمتفوقين في محيطهم. فلو كنت مراهقًا ماذا تستنتج من هذا المشهد أو غيره من المشاهد التي تحمل في طياتها أفكارا وممارسات لا أخلاقية وغير سوية؟
أليست السينما الهوليوودية هي التي لمعت صورة المافيا الإيطالية وأظهرتها بأنها شيء مقبول ولديهم قيم سامية وعلاقات أسرية متينة؟! وفيلم «العرّاب» الشهير أكبر دليل على ذلك، علمًا أن المافيا هي مجموعة من شذاذ الآفاق والصعاليك المجرمين الذين لا يرقبون في الناس إلاّ ولا ذمَّة. فلو أرادت كارتيلات الاتجار بالمخدرات والكحول إعطاء جائزة لأفضل الأفكار الترويجية لبضاعتها، لحصلت السينما الهوليوودية على النصيب الأكبر من هذه الجوائز دون منازع.
ونستنتج من ذلك أن معظم الأفلام تحمل أفكارًا لا تنتمي لا لمجتمعاتنا ولا لديننا ولا لأخلاقياتنا، ونحن لا حول لنا ولا قوة نظرًا لعدم وجود إنتاج سينمائي عربي حقيقي يوفر للمشاهد العربي بديلًا ثقافيًا محترمًا.
وعلى ذلك نلجأ إلى بعض الحلول التي قد تحد من تسرب هذه الأفكار إلى عقول ناشئتنا وذلك من خلال مشاركتنا لهم في مشاهدة الأفلام ومناقشة ما تم عرضه من أفكار وإيضاح لهم بأن الأفكار المطروحة هي في الواقع غير حقيقية...الخ.، كما يمكننا أن نشاهد معهم برامج توعوية عن نتائج تعاطي المخدرات مثلًا، ونجعلهم يشاهدون النهاية الحقيقية لمتعاطي المخدرات التي تكون في المصحات والسجون وعلى أرصفة الطرقات، ونترك لهم اتخاذ القرار السليم عن قناعة. وذلك بديل عن أسلوب المنع غير المحسوب، لأولادنا وبناتنا من الذهاب للسينما، لأننا بذلك سنقوم بإضافة عنصر تشويقي آخر على هذه الأفلام على خلفية القاعدة الشهيرة: كل ما هو ممنوع مرغوب.
بقلم : دانة درويش
copy short url   نسخ
23/05/2016
4915