+ A
A -
عهد التميمي.. تلك الطفلة التي ولدت على ضجيج المجنزرات وهدير الدبابات وعربدة الجيبات العسكرية الصهيونية، وحين أفاقت على الدنيا رأت خالها يقتل بدم بارد برصاصة اخترقت عينه الزرقاء.. فقررت أن تكون في صف المقاومة..
عهد ولدت على وقع انتفاضة الأقصى ونشأت في جو التحدي.. وكانت الأجرأ في الاشتباك مع جنود الصهاينة الذين يقتحمون بلدتها التي تقع على مفترق طرق ومدخل إلى عدة قرى.. لذلك فهي محطة عبور إلى تلك القرى التي تزيد على عشر، فكانت تسهر ليلا على حماية بيتها من العبث الصهيوني المستفز.. شوهدت وهي طفلة تقارعهم وهم يقتلون خالها.. وشوهدت وهي تصفعهم وهم يتربصون للشباب بجوار بيتها.. وهم يخلعون أشجار الزيتون ويبنون المستوطنات.. فلم تحتمل رؤية قرار ترامب ينفذ في تحويل القدس عاصمة للصهيونية
فقررت أن تكون والليل أقارب. وأن تكون مع العرق البارد والنار وحزن الأيام أقارب قررت لن تصاهر الحرية، وأن تصنع بمقبضها مجدا يصفع من صفع أمتها وابتزها وعاد بالمليارات ليقر القدس يهودية..
عهد شقراء حرية القدس.. تصاهر نار الأيام في سجنها لتزيح الجدران بين مقاوم في غزة ومتخاذل في رام الله،
نحبك يا عهد لنفسك غاضبة
وعلى نفسك غاضبة
عهد عقدت قمتها مع قبضتها منفردة وأعطت نعالها أمرا بصفع قمتهم.. هذا هو الرد يا عرب
هذا هو الرد يا مسلمون
عهد تقاد إلى السجن.. لتصفعنا جميعا بنعالها.. وببسمتها تدفننا في جبننا.. وتدعو أترابها لحفلة في جلسة مغلقة لتقرر فتح مسدسها على رؤوس من هانوا واستهانوا وتركوها تعتقل.. وهي تعلم أن ليس هناك معتصم يستجيب لآهات قلبها الصامتة
نحبك يا عهد غاضبة.. سيري ولا عليك بهذه الأمة.. ملعون من يتبعها، تملك أسلحة الأرض وتسأل كيف نحارب..
أوقدي فرحك يا عهد.. فجيلك على الطريق يقاوم.. وسيأتي يوم تخرجين فيه من ظلام السجن لتوجهي صفعتك لمن أعطى ترامب الحق في منح القدس لمن لا يستحق..
نبضة أخيرة
في ساعات الضيق.. تكون الكلمات رصاص.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
26/12/2017
2242