+ A
A -
عندما صدرت رواية «1984»، وكان ذلك في عام 1949 حاول أحد النقاد أن يكون منصفا فقال: «إنها رواية عظيمة، ولكني اسأل الله ان يجنبني قراءة مثلها في المستقبل» في حين أدانها معظم النقاد على اختلاف أهوائهم وانتماءاتهم الحزبية، وحرضوا الجماهير على عدم قراءتها، وكان المؤلف «جورج اوريل» عند صدورها على فراش المرض، كان يحتضر.. وعلى الرغم من سعادته بإقبال القراء العاديين على شرائها وقراءتها، كان مستاء من النقد اللاذع الذي وجهه له النقاد على صفحات الجرائد، فكتب يقول: «لم أكن أعني ان هذا ما سوف يحدث وإنما أعني انه ما قد يحدث، لو استمرت الأمور على ما هي عليه». ومات أوريل وهو حزين، وصمد كتابه، وحدث كل ما توقعه، وما زال الكتاب يحتل المراتب الأولى في قائمة المبيعات، في حين لا يعرف أحد اسم واحد من هؤلاء النقاد الذين نصبوا له المشانق، ورد «غابريل جارسيا ماركيز» على صحفي سأله عن رأيه في النقاد الذين يحاولون وضع الكاتب في قالب معين، أو تصنيف معين: - «النقاد بالنسبة لي هم أكبر مثال على مشكلة المثقفين، أولا لأن لديهم نظريات تحدد الطريقة التي يجب أن يكتب بها الجميع، ثم تبدأ محاولتهم لوضع الكاتب داخل هذه النظريات كي تناسبه مقاساتها الضيقة، وإن لم تناسبه هذه المقاسات، يحاولون إدخاله فيها بالقوة، في الحقيقة لا أملك أي رغبة في معرفة رأي النقاد فيما يخصني، ولم أقرأ لأي ناقد كتب عن أعمالي منذ زمن، لقد نصبوا أنفسهم وسطاء بين الكاتب وقارئه، لطالما حاولت أن أكون كاتبا واضحا ودقيقا، كي أصل إلى القارئ دون الحاجة إلى ناقد!».
أما الكاتب الأميركي «هنري بوكوفسكي» فقد اختصر المسألة بسخريته المعهودة: «تعرضت لانتقادات وهجمات متواصلة على مرَ السنين، واعتبرتُ ذلك دافعاَ مُحرضاً على الاستمرار، لأني لم أعتبر النقاد يوما سوى مجموعة من الحمقى، وإذا استمرت الحياة على هذا الكوكب حتى القرن القادم، فاني سأبقى حاضرا فيها، أما النقاد فسوف يكونون في عداد الموتى والمنسيينً، وسيتم استبدالهم بنقًاد جُدُد، حمقى جُدد».
بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
27/12/2017
2927