+ A
A -
يدعو الصحفي الإسرائيلي العنصري «بن كسبيت» بعبارات ضمنية، ولكن واضحة، إلى قتل المناضلة الفلسطينية «عهد التميمي» التي تعتبر المقاومة الطريقة الوحيدة للتخلص من الاحتلال.
لا يكتفي «بن كسبيت» في مقاله بصحيفة «معاريف» بدعوته للتخلص من المناضلة «عهد» التي تتسابق الدول على استضافتها وتكريمها، لكنه يطالب أيضاً باستخدام ما وصفه بوسائل «ظلامية» للانتقام من هذه الفتاة «المشاغبة»، في اشارة واضحة إلى مدافعته عن اغتصابها في أزمة القدس ليلاً، وبعيداً عن عيون الكاميرا.
ومن الطبيعي تشبيه الدعوة إلى اغتصاب هذه الفتاة الفلسطينية، بدعوات تنطلق من دول الحصار للتعدي أيضاً على دولة قطر. وثمة بالطبع تلاق مهم في الحالتين، ذلك أن المظلوم هنا والمظلوم هناك عاهدا نفسيهما على المقاومة والصمود، ما دامت الأمور تقود في الحالتين إلى ذات الاستنتاج.
فالقدس في نظر عهد التميمي وفي نظر كل من ساهم في سرقة الجزء الغربي من القدس لضمه إلى الجزء الشرقي المسروق وتحويلهما إلى عاصمة لدولة العدو، ولدت ميتة، وستظل كذلك ما دامت قد أصبحت قنبلة غير موقوتة قد تنفجر في لحظة يقرر فيها «السارق» تفجيرها، رغم علمه بأن حياته في غيابها لا تعود مجدية.
مازال لفظ «انتحاري» يطلق على أمثال هؤلاء الاستشهاديين الذين يصفهم لصوص فلسطين بالإرهابيين حيناً والمخربين حينا آخر، وهو ما لا يدركه قتلة مثل بن كسبيت وأشباهه من محترفي التشويه كالمدعو «آفي دختر» رئيس الشاباك السابق، الذي أبلغ الكنيست في جلسة مغلقة أن 90 % من الفلسطينيين مؤمنون أن سرقة مدينتهم المقدسة تجعل حياتهم بلا قيمة بعد احتسابها عاصمة لإسرائيل.. لذلك كان دختر على حق عندما توقع استخدام السلاح لاسترداد القدس عندما يصبح ذلك ممكنا.
وربما يكون بن كسبيت قد أدرك مثل آفي دختر أن أبوظبي دفعت دول الحصار الأربع في مؤامرة مايو الإلكترونية، إلى السعي لعزل الدوحة وإبعادها عن طريق نضال تعرف عليه القطريون حين التقوا مع الحقوق الفلسطينية ملتزمين بالدفاع عنها، والوقوف ضد أشقاء اختاروا نصرة العدو، دون أن يعلموا أنهم ساهموا في نقل القطريين إلى مكان أكثر أمنا وأماناً وأقرب إلى دول كبرى تؤمن بحق الدول في أن تقاوم من يحاولون إخضاعها بالقوة.
حدث ذلك في الدوحة مثلما حدث في القدس، وكذلك في مكة والمدينة، حين كشر الغزاة الجدد عن أنيابهم وظهروا على حقيقتهم كحلفاء للعدو، وتصرفوا كحصان طروادة وآذوا أنفسهم وضيعوا البلاد والعباد، قبل أن يُكتشف المجرمون ويؤخذوا إلى حيث حجز لهم التاريخ المكان الذي يستحقونه. وقع ذلك أيام الاسكندر، وها هو يقع الآن.. ما أقرب التاريخ، حتى لو بدا بعيداً جداً.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
28/12/2017
2820