+ A
A -
شاؤول، صحفي صهيوني، يحصي أحرفي وأنفاسي، لكن أقدر انه يحب الحوار، قال لي اكتب ما تشاء لم تعد تهمنا كتابات العرب، لأنها موجهة للعرب، والعرب باتوا معنا، وهم من شجعنا للضغط عبر قوتنا الناعمة والصلبة على ترامب لاتخاذ قرار نقل سفارته من تل ابيب إلى القدس واعتبارها عاصمة ابدية لإسرائيل، استمعت بعدها تصريحا لخالد مشعل يطلب فيه من الدول العربية التي تتهمها إسرائيل انها تطبع معها وأنها تؤيد ضم القدس بجناحيها الشرقي والغربي لتكون عاصمة أبدية لإسرائيل، ان تصدر بيانا تنفي فيه اتهامات إسرائيل، بخيانتها للأقصى والعروبة والإسلام، وإنها وافقت على بيان اسطنبول وعلى قرار الامم برفض قرار ترامب لذر الرماد في العيون، طبعا لم تستمع الدول العربية للبيان، لانها الدول العربية ممعنة في غيها، وانها تؤمن ان بقاء زعمائها على كراسيهم مرهون برضاء إسرائيل على طلعتهم البهية، والدليل كما يقول السفير فاروق زيادة ان من المؤلم ان يتم التعتيم على قرار الجمعية العامة في دورتها الخاصة حول القدس الذي اتخذ تحت بند «الاتحاد من اجل السلم» (UNITING FOR PEACE) والذي اتخذ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (377) لعام 1950 حول الحرب الكورية.
ولقد حاول الاعلام الغربي ودول الحصار تمييع الموضوع والتعتيم عليه فقد اشارت اليه وكالة رويترز كقرار للجمعية العامة له صفة استشارية. وتناولته الـ BBC بنفس الغموض اما وكالة CNN فكان فيها شرح اوسع ولكن دون الاشارة إلى القرار 377 لعام 1950 أو إلى قرار «الاتحاد من اجل السلم» فيما كان موقع الامم المتحدة الرسمي فقد نشر البيان الرسمي الصادر بوضوح وان الجمعية العامة انعقدت في دورة استثنائية خاصة في اطار قرار الجمعية 377 لعام 1950 وتحت بند «الاتحاد من اجل السلم».
ان هذا يكشف بوضوح رضوخ الاعلام الغربي للصهيونية وللاسف الشديد الموقف الخياني والمخزي للاعلام العربي وعلى الأخص الاعلام الرباعي. لقد كان صحفيو سكاي نيوز عربية من دبي والعربية الفضائية يحاولون التشكيك في القرار والتقليل من قيمته وأهميته وقوته وانه قرار استشاري فقط لا يختلف عن قرارات الجمعية العامة السابقة، وليست فيه صفة الإلزام.
بينما واقع الامر هو ان القرارات التي تتخذ في دورة خاصة للجمعية العامة تحت بند «الاتحاد من اجل السلم» بأغلبية الثلثين لها صفة الالزام وقوة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.
وقد تم بموجب هذا القرار اعتبار قرار ترامب حول القدس أو أي قرارات احادية أخرى من أي جهة كانت باطلة وملغاة وليس لها أي صفة قانونية. كما ان هذا يفتح الباب أمام الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية دون عرقلة من الفيتو الأميركي أو غيره ومحاسبة إسرائيل ومسؤوليها.
ونحن نؤمن أنه لا زال في الأمة شرفاء ومطلوب أولا، عزل الدول التي تفرط في القدس وفلسطين، والدول التي تحاصر دولا عربية، وثانيا التحرك نحو المحكمة الجنائية لوقف ما تتخذه إسرائيل من اجراءات في الاراضي المحتلة.
نبضة أخيرة:
نبض التخاذل يكاد يوقف قلب الممسكين على الجمر في ارض الجهاد، لنحاسب من تخاذلوا.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
28/12/2017
1961