+ A
A -
انتهى العام 2017 بفوضى غير مسبوقة منذ عقود، وصراعات مفتوحة على كل الأصعدة، على مستوى القوى الكبرى وعلى مستوى الدول المتجاورة، وتعتبر البؤرة التي نعيش فيها، هي الأكثر سخونة واضطرابا بين دول العالم، إذا تحولت بلادنا إلى ملعب للكبار، لا نملك فيه التأثير أو القرار، وإنما ننتظر دائما ما يخططه الآخرون.
ومع النهاية المفتوحة لكل الأزمات التي تركها العام 2017 فإننا ندخل إلى العام 2018 مع ترقب لمزيد من الأزمات والفوضى، لأن معظم الأزمات الحالية لا يلوح لها حلول في الأفق، فهناك تصدع في العلاقات الدولية، لاسيما بين الولايات المتحدة، والحلف الغربي الذي تقوده، وكل من روسيا والصين، وهذا ينعكس على الدول التي تدور في فلك هاتين القوتين، ورغم أن روسيا هي التي تأخذ زمام المواجهة العسكرية، والتحدي مع الولايات المتحدة، إلا أن الصين التي تكتفي بأنها مصنع العالم، وأن كل ارتباطاتها بالآخرين تقوم على المصالح الاقتصادية والتجارية، إلا أن قوتها العسكرية في تضاعف، وازدياد مستمر، وأصبحت تتجاوز التقليد، في تصنيع السلاح، إلى التفرد فيه.
ويكفي أن نعود إلى العرض العسكري الأخير لنري التطور الهائل في ترسانة الأسلحة الصينية، كما أن الاضطراب في بحر الصين الجنوبي، والذي يعتبر الممر الرئيسي لثلثي تجارة العالم، وإصرار الصين على أن يكون لها السيادة الكاملة فيه، مع سحب الولايات المتحدة لقواتها، من أماكن كثيرة في العالم، وتركيزها في بحر الصين الجنوبي، يؤكد أن الأمر أكبر من مجرد المناوشات والمناكفات، والبحث عن موطئ قدم غربي يحاول إبقاء الصين داخل حدود سور الصين العظيم.
لكن الصين خرجت للمرة الأولى في تاريخها عبر القاعدة التي أسستها في إريتريا ليكون ذلك أول خروج عسكري لها، ولا يخفى على أحد أن التهديد الكوري الشمالي غير المسبوق للولايات المتحدة لا تقف وراءه كوريا، وإنما الحليف القوي المجاور لها، والذي يوفر لها الدعم رغم الإدانة الظاهرة لكل تصرفاتها في الأمم المتحدة، لقد أصبحت كوريا الشمالية مصدر أرق وقلق بالغ للولايات المتحدة، وصل إلى حد التخبط بين الخارجية والبيت الأبيض، في كيفية التعامل معها، ففي الوقت الذي يوجه فيه وزير الخارجية الأميركي الدعوة لكوريا الشمالية، للجلوس على مائدة المفاوضات، إذا بالبيت الأبيض يلغي الدعوة بتصريح متشدد ومتصلب يؤكد التخبط الذي تعيش فيه الولايات المتحدة منذ مجيء دونالد ترامب للسلطة.
ومع التخبط الأميركي فإن أوروبا تبحث عن ذاتها بعد خروج الولايات المتحدة من بعض المعاهدات فيما بريطانيا متخبطة في قرار خروجها من الاتحاد الأوروبي، ومع هذه التخبط فإن أزمات الشرق الأوسط بما فيها حرب اليمن وسوريا وليبيا والعراق، والقرار السعودي الإماراتي بحصار قطر، كلها أزمات لا يبدو لها حل في الأفق، مع تصرفات شبه صبيانية من أناس من المفترض أنهم يعملون من أجل مصالح الناس، لا من أجل بؤسهم، وبينما يواصل السيسي سياسة الفراغ العقلي والسياسي، فإن المصريين يترقبون انتخابات رئاسية ستفرضه على الشعب المصري، ليواصل ترهاته وجرائمه لسنوات أخرى.
للأسف قد يكون العام 2018 أسوأ مما قبله إلا أن يشاء الله!

بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
31/12/2017
14075