+ A
A -
مع الحالة التي تعيشها الأمة، بين خليج يحاصر نفسه، وبلاد نيل لا تطيق بعضها. وشمال عربي افريقي في خصام منذ ربع قرن وعراق لم يعد وطنا وسوريا بلا وطن وسلطة فلسطينية لا تهش ولا تنش.. ودول عربية ليس باليد حيلة.. ودول إسلامية.. يد واحدة لا تصفق.. وجدت إسرائيل الفرصة لتمارس عهرها في القتل والاعتقال والأسر والتعذيب. وهناك من يصل صوته للإعلام وهناك من يصرخ إلى ان يتعب ويعود ليصرخ من آلامه ويعود وينام.. كحالة الأسيرة إسراء جعابيص (32 عاما) وهي أم لطفل ومحكومة بالسجن لمدة 11 عاما، من شدة وجعها لا تستطيع الأسيرات ملازمتها الزنزانة ذاتها.. وتعاني إسراء من حروق في أنحاء جسدها نتيجة إصابتها بعد إطلاق النار على سيارتها حين اعتقالها قبل عامين.
وحسب أسيرة اعتقلت معها عدة شهور، فإسراء لا تستطيع تناول الطعام بيديها المصابتين ولا القيام بأدنى مهام المعيشة اليومية. وتقول عائلتها إنها بحاجة لعدة عمليات عاجلة في عينيها ووجهها ولفصل أذنيها الملتصقتين برأسها ولعلاج إصابات بالغة في يديها وقد أكلتهما الحروق، ويرفض الاحتلال تحويلها للعلاج.
لا أحد يهتم بإسراء لا إعلام محلي ولا عربي.. ولا عالمي.. لأن إسراء تحدت بحجابها واسمها المحتل. فحرقوها.
ليت عين العالم والإعلام ترى ما تريد وتكتفي به، وتغض الطرف عما يوجع ضميرها أو ما يؤذيها النظر إليه.
عائلة إسراء تطلب علاجها بدلا من المهدئات اليومية. لم تطلب الإفراج عنها، فقط السماح بعلاجها كي يستطيع طفلها معتصم التعرف عليها كلما كبرت به السنين في غيابها. هذا ما طالب به محمد راجي ووجدان على مواقع التواصل..
إسراء التي رابطت في الأقصى وقاومت ينتقم منها الاحتلال الإسرائيلي.. وأمس قطع يدها. فمن ينقذها..
نبضة أخيرة
أبيع عمري لأمسح الحزن من بين وجنتيك.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
31/12/2017
11056