+ A
A -
1
بابا نويل يمر بعربته التي تجرها الغزلان..
يرفض رفضا تماما ان يجره حصان عربي، مهما كان أصيلا، لأن الحصان العربي دائما قابل «للتفخيخ».
بابا نويل يوزع هداياها على كل أطفال العالم،
ولكنه يتجنب أطفال العرب،
لخوفه أن يغتال برصاصة طائشة أو مفخخة منصوبة أو برميل متفجر.
أطفال العالم يتزينون بملابس مزركشة ملونة،
ويمسكون بأيدهم المزامير والألعاب،
وأطفال العرب كل صباح يقومون ينفضون ملابسهم المعفرة من غبار التفجيرات اليومية،
ويمسحون وجوههم التي صبغها الدم بلونه القاني.
باب نويل..
في كل عام يخاف أن يمر من خط الاستواء العربي.
2
أول الاختلافات بين الشعوب المتفائلة والشعوب المتشائمة هو التعبير، نحن نكتب خواطرنا تحت عنوان..
في وداع 2017،
والآخرون يكتبون تفاؤلهم تحت عنوان..
استقبال 2018.
هم يقولون أنجزنا،
ونحن نقول أجنزنا – نسبة للجنائز..
3
حسنا حسنا.. إرضاء لكم، سأتخيل معكم باب نويل عربيا..
سيركب بدل العربة المزركشة التي تجرها الغزلان، دبابة قديمة روسية أو أميركية الصنع، يقودها جندي عربي جلده التصق بعظمه من الجوع..
باب نويل العربي يحمل معه كيسا فيه مفخخات جميلة، واربي جي مزينة ببالونات زاهية، ورمانات عنقودية ملونة بألوان الطيف.
بابا نويل العربي يلبس فوق رأسه خوذه وردية، مضادة للرصاص، ويرتدي بدلة حمراء زاهية من الدم العربي.
بابا نويل العربي، يمر على كل قرية فيلقي عليها الموت ويمضي للأخرى إلى حين أن تحين سنته القادمة.

4
أحاول أن أتفاءل في العام الجديد، أحاول أن أجاملكم لأكتب كلمة أمل، ولكنها بقدرة قادر، كلما كتبتها «أمل» تسبق لاؤها ميمها، فتصبح ألم..

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
02/01/2018
3406