+ A
A -
لم نعد نجد متعة في إغراق دونالد ترامب بالتهم والتوصيفات ، فالرجل لا يخفي انه كاره لأصحاب البشرة غير البيضاء .
ربما يكون ترامب، على عكس هتلر، عاشقا لليهود، ليس للون بشرتهم (فهم ساميون مثلنا)، ولكن لخبراتهم المالية العريقة وتفننهم في قوننة الربا منذ ما قبل النص الذي كتبه شيكسبير عن «شايلوك» تاجر البندقية الموغل في الخبرات الربوية.
وإذْ يروي مَنْ يعرفون جذور عائلة ترامب، تفاصيل خضوعه وأقاربه لأساطير تثير الضحك بصوت عال، حول حق بني اسرائيل المزعوم بأرض فلسطين المنتجة للحليب والعسل، فإن هذه الخدعة الصهيو - مسيحانية، أو فلنقل الكذبة، انطلت على تلك الطائفة البروتستانتية الصغيرة، ولكن المتزمتة الى حد الغطرسة المنفرة، واعتمدت في دعوتها الفاجرة، على مَن هم مثلها من صهاينة يتوقون لنقل القدس العربية الاسلامية المسيحية، الى حيث يجب ألا تكون، ليس بقوة آيات مزعومة، او رؤى ونبوءات مفبركة، وإنما بسطوة الافتراء المنسوب الى فرقة مسيحية مخدوعة وقعت تحت تأثير حكايات غير موثقة ابتكرها حاخامات ودجالون اقنعوا نفرا من المسيحيين البسطاء بشعارات دأب بعضهم على ترديدها واستخدامها في التناوب على مناصب سلطوية رافقت تأسيس الولايات المتحدة، برفقة مدعي الفقر والبؤساء، او الخائبين المدسوسين من مخربين يهود وضعوا عيونهم الشيطانية على الارض العربية في فلسطين.
كانت الحجة وما زالت هي الوعد الإلهي المزعوم بمنح بني اسرائيل ارض فلسطين التي تعج بآلاف القبور وعشرات آلاف العرب الكنعانيين الذين استوطنوا تخوم القدس قبل اكثر من ثلاثة آلاف عام، وقبل ان تنشأ المدن القديمة كبابل ودمشق.
بدأت القدس كتجمع قروي متواضع، ولم تكن عاصمة لأحد، ومر عليها الفرس والرومان والعباسيون والبرامكة واليهود وأجناس شتى، لكن الكل كان يعلم ان هؤلاء ضيوف او مارو طريق او بدو رحل ، إلا اليهود الذين استثمر احبارهم الظروف ووظفوا حتى الطلاسم والسحر الاسود والمخطوطات الصفراء والنفوس الدنيئة والخبث والدهاء للادعاء بأن بعض فلسطين لهم.
وفي الشهور الاخيرة قضت اليونسكو وهيئات الامم المتحدة المتخصصة وباحثوها الدوليون انه لم تكن ثمة علاقة لليهود بالقدس على الاطلاق، وأن إقامة بعضهم في فلسطين بعض الوقت، لا يؤهلهم للمطالبة بمتر تراب منها.
ويدرك العارفون بالحقيقة، وهم كثر لكنهم يخشون الاعتراف، بأن الوجود قصير الأمد لليهود في فلسطين، لا يثبت انهم موعودون بها او بجزء منها، فالله الذي يزعمون انه وعدهم بما لا يملكون، لن يترك اهل فلسطين الأوائل تحت رحمة الريح وعواء الذئاب.
حتى محمود عباس اقتنع أخيرا بأن بريطانيا وأميركا خدعتا الفلسطينيين مائة عام، وأدرك ان القدس ليست للبيع او الاقراض، بل هي في وسط اللوح المحفوظ عاصمة فلسطين الأبدية، وشاهدنا على ذلك هو التاريخ ذاته، وليس الجاهل دونالد ترامب.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
05/01/2018
2750