+ A
A -

تقول لنا الأرقام أشياء كثيرة ذات اهمية استثنائية, ولعل من اهمها ان الشاب الابيض »تيموثي ماكفيه« نفذ عن سابق تخطيط وتصميم وقناعة أضخم عملية ارهابية في تاريخ الولايات المتحدة عندما اوقف في 19 أبريل 1995 شاحنة مليئة بالمتفجرات قرب عمارة تابعة للحكومة الاميركية الاتحادية. وأدى التفجير الذي لم يقع أكبر منه سوى اعتداء 11 سبتمبر 2001، الى مقتل 168 اميركيا وإصابة 680 وتدمير 258 مبنى مجاور، وذلك في مدينة أوكلاهوما.
حجم الخسائر كان اكبر مما تستوعبه الارقام، لكن ما يهمنا قوله هنا ان الارهاب الأميركي كان دائما اكبر بكثير مما يسمى »الارهاب الاسلامي« اليوم. فالارهابي ذو البشرة البيضاء ايضا، ستيفن بادوك مسؤول عن عمل ارهابي ادى الى مقتل 60 وإصابة اكثر من 500 في مدينة لاس فيغاس في اكتوبر.
تقول الأرقام الاخرى ان عدد الاميركيين الذين قتلوا بأيد أميركية لا علاقة لها بالاسلام، اكبر بكثير ممن قتلوا بأيد مسلمة. ومع ذلك وقع ترامب بعد تنصيبه، امرا بمنع مواطني سبع دول اسلامية من دخول اميركا. وبعد ذلك التاريخ قتل ارهابيون مرتبطون بداعش او اصابوا عشرات من الفرنسيين والكثيرين، أما في الولايات المتحدة فقد تم شن هجوم ضخم لا علاقة لمنفذه بالاسلام او اي دين على الاطلاق.
ولا بد من التذكير بأن ارهابيا متعاطفا مع النازية اطلق النار على اعضاء في الكونغرس وأصاب بعضهم في شهر اغسطس الماضي. اما في مارس فقد قتل رجل ابيض من بلطيمور زنجيا بالسكين، فيما تم التحرش 39 مرة بمسلمين في ولايات اميركية.
وفي الفترة من 2000 الى 2015 قتل من الاميركيين في الولايات المتحدة على ايدي الاميركيين، اكثر بكثير مما قتل من مسلمين اميركيين بالتحديد. والاهم انه من بين 200 حالة ارهاب محلي في اميركا سجلت بعد هجمة بن لادن، تبين ان 63 منها فقط منسوب لاسلاميين، و19 لمنظمات يسارية.
في النهاية من ينسى انه لا يمر يوم تقريبا دون وقوع ارهاب اميركي ينفذه أميركان داخل الولايات المتحدة. والسبب بسيط: يمكنك الحصول على كل انواع الاسلحة والمتفجرات والصواعق والاسلاك والمواد الكيماوية (وربما النووية) في المتاجر العادية وسط المدن الاميركية. ومع ذلك يسأل الاغبياء: هل يوجد إرهاب في أميركا؟
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
06/01/2018
2935