+ A
A -
** لا يختلف اثنان عـلى أن الإحساس بالملل ــ وما أدراك ما الملل ــ حالة خطيرة، وإذا لم يتم الإسراع في عـلاجها فـقد تقود الفرد إلى الإحباط واليأس، ليس هـذا فقط بل قـد تؤدي إلى محاولة التخلص من الحياة.. وتكون أشد خطورة إذا ما ألقت بظلالها الكئيب وغـير المحتمل عـلى بيت الزوجية وبدأت في التسرب إلى نفس الزوج وكذا الزوجة.
** هـناك من عـلماء النفس من يرى أن سبب الملل في حياة الزوجين يعود إلى الروتين المقيت وعـدم التجديد، ويضخم ذلك الإحساس تحلي الزوجين في بداية زواجهما بروح التفاؤل والتفكير الرومانسي الخيالي الأكثر في الجانب العاطفي منه من الجانب العقلاني، وبالتالي تحدث الصدمة عـندما يكتشفان أن الحياة الزوجية مثلها مثل أي حياة أخرى لها إيجابياتها وكذا سلبياتها، ولا شك أن الشعـور بالملل الزوجي يولد في نفس كلا الطرفـين نتيجة ظروف الحياة، وتطلعات الـزوج والـزوجة إلى وضع أفضل رسماه في مخيلـتهما ولم يتحقق لهما عـلى أرض الواقع، لأن الحـياة الـزوجية بطبيعة الحال تختلف اختلافا كليا عـن فـترة الخطوبة التي تتسم بطبيعة الحال بالرومانسية والخيال الواسع والأحلام الوردية العـذبة الصعـبة إن لم تكن من المستحيل تحقـيقها.
** وهـنا نتساءل، من الذي يتحمل مسؤولية الإحساس بالملل، الزوج أو الزوجة أو الاثنان معا.؟ وكيف يمكن إحداث تجديد في الحياة الزوجية، ومن الذي يقود عـملية التجديد.؟
** ومرة أخرى نتساءل أيضا.. أليس من المفـروض أو من الواجـب أن يستقطع الزوجان جـزءا من حياتهما من أجل رعاية حبهما لأته عـماد تلك الحياة.؟ لماذا لا يتعامل الزوجان كصديقين فـيتبادلان الكلمات «الوردية» العـذبة الودودة المليئة بكل مشاعـر الحب حتى في أحلك الظروف، لأنها تشد أزر الطرف الآخر وتشعـره بالحماس والأمل والسعادة، وبأنه يحمل في قـلبه المحـبة.. ثم أليست الحـياة الـزوجـية تعاونا ومشاركة وتوافـقا وتفاهما.؟
** تـرى.. هل لديكم حل لحالة الملل هـذه التي تهدد الحـياة الزوجـية بعـدم الاستقـرار؟ وما هي الأسباب التي تقود الـزوج أو الـزوجة بالشعـور بالملل الذي لا يطاق ولا يحتمل.. هل من حل لهذا الملل الممل الثقيل عـلى النفس من أجل إضاءة الطريق أمام مـن يعاني من هـذه الحالة في محاولة لإسعافه ومساعـدته في طـرد الملل من حـياته؟
بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
17/01/2018
2574